وسط مدينة تمنراست تساءل عدد من الشباب المشاركين في مسابقة متصرفين إداريين التي أعلنتها الإدارة المحلية لولاية تمنراست عن سبب إجراء المسابقة تلك في ولاية بومرداس يومي الأربعاء (أمس) واليوم الخميس الأمر الذي كبّدهم خسائر ومعاناة كان بالإمكان تجاوزها لو جرت المسابقة في ولاية تنمراست أو ولاية أقرب * قال ممثلون عن هؤلاء الشباب من الجنسين، وعددهم فاق ال 300، إنّهم عانوا الأمرّين للوصول إلى العاصمة ثم إلى بومرداس، حيث قررت إدارة ولاية تمنراست إجراء مسابقة متصرفين إداريين بالإدارة المحلية لهذه الولاية، والتي تجري وقائعها (المسابقة) في كلية الحقوق ببومرداس. * ويضيف هؤلاء أنهم قطعوا أكثر من 2200 كيلومتر برا للوصل إلى بومرداس وعلى حسابهم الخاص، وكذا الشأن بالنسبة للإطعام والإيواء، حيث يضطرون إلى دفع الأموال من حسابهم الخاص، مع الإشارة إلى أنّ هؤلاء بطالون وأملهم الوحيد الفوز بمنصب شغل في هذه المسابقة التي شارك فيها أكثر من 300 شاب مقابل 11 منصب شغل فقط. * أكثر من ذلك يتساءل هؤلاء الشباب الذين ساروا أكثر من 2200 كيلومتر برا من أقصى الجنوب إلى العاصمة ثم بومرداس، "لماذا لم تنظّم المسابقة في تنمراست، ما دام هذه الأخيرة بات لديها مركز جامعي من شأنه استقبال عدد كبير من المترشحين لأي مسابقة من المسابقات؟ ولماذا قرر المسؤول إجراء المسابقة تلك المقررة يومي 13 و14 نوفمبر الجاري ببومرداس وليس بولاية أقرب؟". * هذه الأسئلة طرحها المعنيون على السلطات المحلية والولائية والمنتخبين بولاية تنمراست، ولا أحد كانت لديه الإجابة. * وفي سياق ذي صلة، كشف لنا ممثلون عن شباب ولاية تمنراست ممن ترشحوا للمسابقة السالفة الذكر أن مسابقة أخرى تتعلق بمتصرفين إداريين في المركز الجامعي بتمنراست تقرر تنظيمها بولاية ورڤلة، بتاريخ 15 و16 نوفمبر الجاري.. * * "أمر غير مقبول وغير منطقي"، حيث يضطر نفس المترشحين لمسابقة بومرداس إلى السفر مساء يوم الخميس برا إلى ولاية ورڤلة، ليشاركوا في المسابقة المقررة صباح يوم السبت.. رحلة الأكيد أنها لن تكون ممتعة، فهؤلاء الشبان كانوا سافروا برا للالتحاق ببومرداس، ثم يعودون بعد معاناة يومين إلى ورڤلة للمشاركة في المسابقة الثانية صباح اليوم الذي يصلون فيها من العاصمة. * ويقول ممثلو الشباب ممن زاروا "الشروق" لطرح هذا الانشغال "ماذا لو أصيبت الحافلة التي نكون على متنها باتجاه ورڤلة بعطب لا قدّر الله؟ الأكيد أننا لن نشارك في مسابقة متصرف إداري في المركز الجامعي، ونبقى مسجلين في قوائم البطالين". وبلهجة الغاضب قال لنا هؤلاء: لماذا نبقى نحن شباب الجنوب نعاني التهميش والإقصاء والحڤرة؟ أوليست هذه حڤرة؟، قبلنا المعاناة عندما كنا طلبة جامعيين في الشمال، والهدف كان أننا نتعلّم، واليوم أليس من حقنا أن نستريح قليلا؟ خاصة وأن الأمر لا يتطلب أكثر من سفر المشرفين عن المسابقات تلك، وعددهم لا يتعدى في أحسن الأحوال العشرة أشخاص، من العاصمة أو بومرداس إلى تمنراست، أم أن العشرة أشخاص أهم وأخف من ال 300 شاب بطال مترشح للمسابقة. *