قامت "الشروق اليومي" صباح أمس الجمعة، بزيارة إلى البيت الذي يقطن فيه الباحث توفيق زعيبط، بمدخل بلدية الخروب بولاية قسنطينة، حيث لاحظنا التوافد الكثيف للمواطنين من أهل مرضى السكري، من كل بقاع الوطن، بما في ذلك أقصى الجنوب وغرب البلاد. ورغم أن الشخص المطلوب كان غائبا عن البيت، إلا أن الوافدين كان عددهم يصل إلى المئات عبر سيارات بكل الترقيمات، في بعض الأيام، الزائرون بين مريض وقريب مريض، قالوا للشروق اليومي، إنهم لن يغادروا المكان، إلا والدواء أو المركب الطبيعي أو المنتوج البيولوجي - كما تم اقتراح تسميته - بين أيديهم، حيث قال السيد حسين مسعي من منطقة تلاغ بولاية سيدي بلعباس، إن رحلته إلى قسنطينة سمّاها رحلة الأمل الأخير، لأجل إنقاذ ابنه الوحيد البالغ من العمر 5 سنوات، من تعقيدات مرض السكري الذي رزئ به، وحوّل حياة العائلة الصغيرة إلى جحيم، وكل التطمينات التي قيلت للسيد حسين من طرف شقيق الباحث توفيق، بكون وزارة الصحة ستسوّق رسميا المنتوج البيولوجي في الصيدليات خلال شهر جويلية، بعد عيد الفطر المبارك، لم تقنعه وأراد أن يأخذ هذا "الدواء" معه حتى ولو كلّفه ذلك دفع مليون سنتيم، كما لاحظنا وجود عائلة تونسية قدمت برّا من منطقة باجة، تحدثت فيها الأم سعدة عن عذاب ابنتها البالغة من العمر 15 سنة، التي بدأ السكري يزحف نحو عينيها، وعن الأمل المعقود في هذا "الابتكار" الذي سمعت عنه وهي في تونس، ولا يمكنها بعد أن ضحت بعملها ودراسة أولادها لبضعة أيام، أن تعود خائبة، وهو ما تحقق لها، وهي زجاجة من خليط بطعم ورائحة زيت الزيتون على حد تعبيرها، ولكنها تريد المزيد، لأنها غير قادرة على العودة مرة أخرى إلى قسنطينة. أما غالبية زوار بيت الباحث زعيبط فهم المهاجرون الذين تشبثوا بأمل الشفاء، بعد أن أمضوا عمرا كاملا في مصحات وعيادات أوروبا بحثا عن العلاج الشافي لحالات معقدة من السكري، كما أقرّ بذلك السيد محمد صالحي الذي قال إنه تعرّف على كبار دكاترة فرنسا خاصة في مصحة "برينس" الشهيرة التي تضم كبار أطباء السكري، ولكن حالة والدته المريضة المعقدة التي فقدت ساقها بسبب المرض، جعلته يطير إلى الجزائر، وحلم حياته الوحيد أن يأتي شفاء والدته من الجزائر، تركنا العيادة ولاحظنا دورية أمنية تطوف حول البيت، علمنا بأن الوضع الخاص الذي صار يعيشه المكان، أجبرها على التواجد هناك بين الحين والآخر، خاصة أن بعض الوافدين من مناطق بعيدة ومن خارج الوطن، يصرّون على المبيت أمام بيت الباحث زعيبط، الذي سبق أن قال للشروق اليومي إنه صار يخرج من بيته في حدود توقيت صلاة الفجر، ولا يعود إلا في منتصف الليل.