«ثيمشرط» تعود إلى قرى تيزي وزو لإستقبال شهر رمضان يحضّر سكان تيزي وزو لاستقبال شهر رمضان المعظّم بالتضامن فيما بينهم حيث تسود روح التآزر، كلّما اقتربت مثل هذه المواعيد الدينية المقدّسة ، وسادت منذ القدم عادة اجتماعية معروفة في المنطقة تسمى ب «ثيمشرط» أو «لوزيعة» التي لا تزال متوارثة أبا عن جد ولا تزال قائمة إلى يومنا هذا يحييها سكان المداشر والقرى خاصّة في بوزقان،إيلولة أومالو، آث زيكي، إيجر ، واضية وغيرها. تتمثل هذه العادة في عمليات ذبح جماعي للعجول قبل يومين أو ثلاثة عن حلول شهر رمضان يشارك في ذلك سكان القرية ميسوري الحال، حتى الذين يقطنون بعيدا عن قراهم ممن منّ الله عليهم بالمال يشاركون في عملية التبرّع . ويستفيد منها المعوزون و الفقراء بالتساوي، بعدما أصبحت أسعار اللحوم في الأسواق خلال الشهر الفضيل تلهب جيوب هؤلاء الذين عزف العديد منهم تماما عن شرائها، و هذا للتخفيف من أعباء النفقات ولمجابهة الغلاء الفاحش في مختلف الحاجيات الضرورية والمواد الخاصة بهذه المناسبة الدينية. هذه العادة التي حافظ عليها سكان تيزي وزو منذ القدم، و رغم أنها تراجعت كثيرا خلال العشرية السوداء، إلا أنها عادت في السنوات الأخيرة بعد ركود طويل، فكلّما حلّت المناسبات الدينية مثل عاشوراء،شهر رمضان و عيد الفطر ،يحرص السكان على إحياء «ثيمشرط» في مناسبات أخرى عادة ما تكون لها دلالات بالسنة الفلاحية، مثل استقبال فصل الربيع أو موسم الحرث والبذر أو عند انطلاق موسم جني الزيتون. ويقوم أعضاء لجان القرى والمحسنون ب «ثيزيوي» أي العملية التضامنية قبل انطلاق شهر الصيام الذي تدب فيه حركة غير اعتيادية عبر كل ربوع تيزي وزو ، هذه العادة الاجتماعية الحميدة التي تعود لسنوات طويلة يشرف عليها أعيان القرية وكبارها ،وتكون عملية شراء هذه العجول بعدما يتم عقد اجتماع مع سكان القرية الذي يتم عادة في المساجد للتحضير لها ،ليتوصل الجميع إلى اتفاق و رأي واحد بعد جمع ما تيسر من المال للقيام ب «ثيمشرط» ،بينما ينظم الشيوخ حلقات الذكر وتلاوة القرآن قرب مكان نحر العجول الذي يكون في ساحة المسجد . وبعد الانتهاء من العملية التي يحضرها أيضا إمام مسجد القرية يتم توزيع اللحم بشكل عادل وبالتساوي ،كي تتوحد العائلات ويأخذ كل واحد نصيبه من اللحم ،وتكتمل فرحة صوم رمضان عند الجميع، وتبرز أهمية هذه العادة الشعبية المتأصلة والتي لا تزال تحافظ عليها منطقة القبائل حسب أحد الشيوخ ،مدى تضامن وتكاثف سكان منطقة القبائل فيما بينهم واستمرار تعزيز أواصر التعاون بين القرويين وسكّان المنطقة الواحدة كلّما حلّت مناسبة رمضان ، وهو المبدأ السائد بين العائلات القبائلية منذ عقود خلت ،حيث كانت تعتمد على التضامن لمواجهة صعوبة الحياة. أما عن التحضيرات الأخرى لشهر رمضان فهي لا تختلف كثيرا عن باقي ولايات الوطن ، حيث تسعى كل عائلة لتوفير المواد الواسعة الاستهلاك مثل الزبيب والتوابل بمختلف تسمياتها ، فيما تحرص ربات البيوت على تحضير الكسكسي بطريقة تقليدية يدوية ليخصص لوجبة السحور، و تتفنّن العجائز في صنع الأواني الفخارية لتزيّن المائدة الرمضانية. بهذا الصدد قالت السيدة «ن مليكة» ربة بيت أن الشربة بالفريك أو غيره لن يكون مذاقها أحلى إلاّ في قدر من الفخار مع الخبز المحلي «أغروم اقوران» الذي يطهى أيضا في طاجين من الفخار والذي يعتبر المنافس الأوّل للخبز العادي مهما كان نوعه.