تعتبر الوزيعة "ثاوزيعت" أو " تيمشرط"، عادة متوارثة لدى سكان المناطق الريفية بولاية البويرة حيث يلجؤون إليها في كل مناسبة دينية، ويعتبر رمضان أهم وأبرز المناسبات التي تعتمد فيها هذه المناطق على الوزيعة، التي يتم خلالها نحر العجول وغيرها بعد تنظيم العملية من أعيان المنطقة الذين يتبنون جمع الأموال بتفاوض سكانها، لاقتناء الماشية التي يتم نحرها ثم توزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين، كخطوة تضامنية، رسخت منذ عصور من أجل تعزيز روابط المجتمع وخلق روح التضامن بين مختلف أطيافها، هي مناسبة يحضرها الفقير والغني، يتم خلالها في جو احتفالي نحر ما تيسر من عجول وأغنام وأثوار. ورغم التغير في اسم الوزيعة إلا أن مضمونها الأمازيغي يعني التضامن والتكافل، وهي عملية كان قد سنها الأعيان القدامى، منذ أزل وظلت عادة يحييها السكان عديد المرات في السنة الواحدة، على غرار العاشوراء والمولد النبوي الشريف، إلا أنها اندثرت عبر عديد من المداشر التي تغير فيها النمط المعيشي، كما أن الاحتفال بعملية تنظيم الوزيعة يتغير من منطقة لأخرى رغم تواجدها بنفس الولاية، فهناك مناطق تصر على حضور المرأة في هذه العملية حيث يقمن بإحضار أطباق تقليدية يتم تناولها أثناء عملية النحر وتقطيع وتقسيم هذه اللحوم، في حين يقتصر الحضور في مناطق أخرى على الرجال والأطفال فقط.