فشلت مساعي الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لتقرت، وعدد من أعيان بلدية سيدي سليمان بدائرة المقارين، في الصلح بين رئيس المجلس والأعضاء العشرة المقاطعين والذين أعلنوا الانسداد منذ شهر مارس الفارط، وهو ما عطّل العديد من المشاريع الحيوية ب 6.8 مليار سنتيم وقفة رمضان ل 500 عائلة فقيرة بسبب عدم انعقاد المداولات بسبب هذا الانسداد ل 10 أعضاء من أصل 13. حالة التذمر والسخط والغليان التي يعيشها سكان بلدية سيدي سليمان بسبب هذا الإشكال، دفعت الوالي المنتدب للقيام بالعديد من المساعي لإذابة الجليد وإعادة المياه إلى مجاريها، مستغلا دخول شهر رمضان المعظم ليشعرهم بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية اتجاه المواطنين الذين وضعوا فيهم الثقة، ليدعوهم إلى طاولة الحوار، بحضور ممثلين عن الأعيان ومقاطعة أئمة مساجد البلدية، وبعد ساعتين من النقاش والحوار رفض الأعضاء المقاطعين هذه الخطوة، في الوقت الذي كان فيه رئيس المجلس شجاعا وطلب الاعتذار والصفح واعترف بأنه يتحمل جزءا من المسؤولية، وترجى وضع اليد في اليد مجددا وخدمة مصالح المواطنين وإنعاش المشاريع المعطلة واستغلال شهر رمضان للتسامح والتغافر وفتح صفحة جديدة . أما الأعضاء فقد تمسكوا بموقفهم وشروطهم للعودة، وهي استقالة رئيس المجلس من الرئاسة وإعادة هيكلة مجلس جديد فيما تبقى من عهدة بعد تسجيلهم لتجاوزات وإهانات من طرفه، وهو ما رفضه الوالي المنتدب الذي اعتبر المطلب مبالغ فيه، ولا يمكن أن يتحقق إلاّ إذا أثبتت العدالة هذه التجاوزات المرفوعة والتي هي على قيد التحقيق. ولا تزال بلدية سيدي سليمان بدائرة المقارين، والتي تبعد عن مقر المقاطعة الإدارية تقرت ب 15 كلم مشلولة تنمويا منذ الانسداد رغم تسجيل 52 عملية تنموية لم تنطلق منها سوى 11، فيما تبقى الأخرى معطّلة، كما أصبحت الميزانية المرصودة لمشاريع حيوية في قطاعات الشبيبة والرياضة والريّ والبيئة والتربية والتهيئة العمرانية بمبلغ 6.8 مليار بالتجمعات السكانية الكبرى سيدي سليمان وقرية مقّر والهرهيرة، مهددة بالسحب إذا طال هذا الإشكال الذي لا يخدم أي طرف.