تعرف بلدية سيدي سليمان بدائرة المقارين التابعة للمقاطعة الإدارية لتقرت، تطورات خطيرة على مستوى هرم المجلس البلدي، بعد إعلان 10 أعضاء من أصل 13 عضوا استقالتهم من المجلس بسبب تجاوزات غير قانونية وممارسات مرفوضة حسبهم من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي الذين طالبوه بالاستقالة. ولم يكن يعلم الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية تقرت السيّد عبد القادر بن سعيد أن تتم محاصرته من طرف مواطني البلدية أينما حطّت أقدامه على مستوى التجمعات السكانية الكبرى كبلدة مقّر والهرهيرة، بالإضافة إلى سيدي سليمان في زيارة العمل والتفقد، حيث اشتكوا له من التدهور التنموي والجهوية في توزيع المشاريع وتجاوزات المجلس البلدي التي حمّلوها لرئيس البلدية المتواجد في فمّ المدفع بعد صراعات كبيرة داخل أسوار المجلس مع أعضائه الذين خيروه بين الاستقالة من الرئاسة أو الانسحاب الجماعي للأعضاء، وهو ما حدث منذ حوالي شهر تقريبا. وحسب بيان أعضاء المجلس المنسحبين وتحصلت "الشروق" على نسخة منه، فإن الانسداد يعود لتراكم عديد المشاكل داخل البلدية منذ أكثر من عام، والتي انفجرت بعدة فضائح لطّخت سمعة البلدية أمام الرأي العام من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي، من بينها إهانة أعضاء مجلسه بمن فيهم النواب واستغلال ممتلكات البلدية لأغراض تجارية خاصة كحظيرة البلدية التي حوّلها إلى "موقف سيارات خاص ومخزن بلدي تحوّل إلى مخبزة ذات ملكية خاصة بدون رخصة واستغلال عمال المنفعة العامة للعمل في مستصلحاته الفلاحية، فضلا عن إهانة العمال والموظفين الذين غادر الكثير منهم صوب إدارات أخرى، هذا ورفض هؤلاء أي مساع للصلح حفاظا على سمعتهم أمام الرأي العام من الفضائح التي تهّز البلدية. الوالي المنتدب كان محرجا أمام مواطني البلدية الذين كانوا في قمة الغضب وطالبوه بالتدخل، لكنه ترجى من العقلاء والأعيان التدخل والتوسط والصلح لإعادة الهدوء للبلدية التي ترقد على 68 مليارا عالقة مخصصة لمشاريع حيوية، بسبب عدم انعقاد مداولات المجلس بسبب هذا الانسداد، في الوقت الذي لمس فيه الوالي إستقبالا باردا من طرف الأعيان الذين كان حضورهم محتشما وعاتب بشدّة الرجل الأول للبلدية على ما يحدث خاصة للمشاريع المتوقفة من طرف المقاولات بسبب الانسداد. تجدر الإشارة إلى أن "الشروق" رتبت موعدا مع رئيس المجلس الشعبي لبلدية سيدي سليمان صبيحة الأحد بمكتبه من أجل أخد وجهة نظره حول هذه التطورات، إلاّ انه لم يحضر ولم يرد على المكالمات الهاتفية.