انعقاد الدورة الرابعة للمشاورات السياسية الجزائرية-الروسية    رئيس الجمهورية ينوه بالمستوى الذي وصلته الصناعة الجزائرية ويؤكد أن الأولوية تبقى تلبية الطلب المحلي    شرفة يؤكد على ضرورة ديمومة المستثمرات الفلاحية واستغلالها الأمثل    المنيعة.. مجمع سوناطراك يمنح إعانة مالية بقيمة 10 ملايين دج لفائدة 11 ناديا وجمعية رياضية    مجلس الأمن الدولي: الجزائر تدعو إلى وضع إطار ملزم يمنع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري    غوتيريش يشدد على ضرورة وقف الكيان الصهيوني انتهاكاته لسيادة سوريا    قسنطينة : انطلاق الطبعة الأولى للأيام الدولية لفن الدمى ومسرح الأشياء    اختتام مؤتمر الاسكان العربي الثامن بالجزائر: دعوة لإدراج الاستدامة الحضرية في صميم الخطط السكنية    منظمة صحراوية تدعو إلى التحرك العاجل من أجل حماية الأصوات الحرة من الاحتلال المغربي    الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير اكتسب "أهمية عالمية" بعد تصنيفه من طرف اليونسكو    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا الى 45129 شهيدا و 107338 جريحا    رئيس الجمهورية يستقبل الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الدفاع الروسي    تصنيف الفيفا: الجزائر تنهي سنة 2024 في المركز ال 37 عالميا    وزارة العدل تستحدث مقاربة "أكثر فعالية" لتحصيل الغرامات والمصاريف القضائية    رخروخ يتباحث مع وزيرة التجهيز والإسكان التونسية تجسيد مشاريع مشتركة في مجال إنجاز الطرق والطرق السيارة    مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية.. بداري يستقبل من طرف الرئيس الإريتري    كاراتي (بطولة العالم-2024 لفئة الصم-البكم):الجزائر تحصد اربع ميداليات منها ذهبيتان    الذكاء الاصطناعي:إحاطة رفيعة المستوى في مجلس الأمن الدولي    توقيف 22 مناصراً أخلّوا بالنظام العام    التظاهرة الوطنية الشتوية للشباب تنطلق الجمعة    هلاك 10 أشخاص خلال 24 ساعة    ماذا بعد الاحتفال السوري؟    فينيسيوس الأفضل في العالم    تتويج الفائزين بجائزة اللغة العربية    روائع قصص الصحابة في حسن الخاتمة    تطور إيجابي لمنظومة الرقابة في الجزائر    الرئيس يتسلّم أوراق اعتماد سفراء جدد    نجاح دبلوماسي جديد للجزائر    تأجيل رحلة الجزائر مرسيليا    الوزير الأول يترأس اجتماعا للحكومة    اختتام المهرجان الدولي الثاني عشر للمالوف وسط أجواء الطرب الأصيل    إقلاع أول طائرة من مطار دمشق إلى حلب    الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدين اللاإنسانية لنظام المخزن    التجارة الإلكترونية تنتعش في عصر السرعة    مصلحة جديدة لجراحة الأورام    الوطنية والأدب المفرنس..!؟    تقطير الزهور.. حرفة تقليدية تواكب احتياجات الأسر والمصنّعين    سحب شهادة إثبات الاحترام من المستوردين المخلّين بالتزاماتهم    "موبيليس" راعي رسمي ومشارك بفضاءين    الاتحادية تعقد جمعيتها العادية هذا السبت بالشلف    نيوكاسل يرغب في حسم صفقة مازة سريعاً    غويري يتلقى أنباء سارة    مشاريع للتحسين الحضري وترقية الواقع المعيشي للسكان    برمجة مشاريع تنموية هامة قريبا    استكشاف النقد السوسيولوجي لدى واسيني الأعرج    أعطاب شبكة التوزيع تحرم السكان من الماء    المهرجان المحلي لقصر المنيعة القديم    رولا جرادات وحلم قسنطينة    إثر استهداف إسرائيلي..اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان    إنها سورة المائدة    فتاوى : لا يسقط السجود على الوجه إلا بالعجز عنه    إعداد ورقة طريق للتعاون والشراكة بين قطاعي الإنتاج الصيدلاني والتعليم العالي والبحث العلمي    فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله    حرمان النساء من الميراث حتى "لا يذهب المال إلى الغريب" !    اتفاقية تعاون بين كلية الصيدلة ونقابة المخابر    90 بالمائة من أطفال الجزائر مُلقّحون    الجوية الجزائرية تعلن عن تخفيضات    التوقيع على اتفاقيات مع مؤسّسات للتعليم العالي والبحث العلمي    









ماذا تعلّمنا من رمضان؟
نشر في الشروق اليومي يوم 17 - 06 - 2016

لا تزال أيام رمضان تتوالى وتتعاقب، ولا تزال مواعظه تتبدّى وتتراءى لكلّ من تدبّر وتأمّل وألقى السّمع وأعمل الفكر لفهم الدّروس التي يحملها هذا الشّهر كلّ عام لأمّة الإسلام.
يعود رمضان كلّ عام، فيذوق المسلمون وطأة الجوع في أيامه ونصَب القيام في لياليه، ليتذكّروا أنّهم ما خلقوا لأجل أن يأكلوا ويشربوا ويناموا، وإنّما خلقوا لغاية أسمى من الأكل والشّرب والنّوم، هي عبادة الخالق جلّ وعلا، ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ- مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ - إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)).. يعود رمضان ليذكّر أمّة الإسلام أنّ الهوان منتهى الهوان، يوم يصبح العبد المؤمن لا همّ له إلا بطنُه؛ يضيّع صلاته وينسى دينه وأمّته لأجل بطنه. يُذلّ نفسه ويريق ماء وجهه لأجل بطنه. يحبّ ويبغض ويوالي ويعادي لأجل بطنه، ويهجر والديه ويقطع رحمه لأجل بطنه، ويسيء جواره ويظلم غيره لأجل بطنه.. إنّه ما انطلقت كثير من النّفوس تلهث خلف الشّهوات وتتطلّع إلى المحرّمات إلا بعد أن امتلأت الأجواف واتخمت، وما مرضت وقست كثير من القلوب وغفلت عن الموعد بين يدي الله علام الغيوب إلا بعد أن تدلّت البطون وثقلت الأرواح؛ فالجوع مدرسة تربّي وتهذّب، لأجل ذلك قال المولى سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)).
يعود رمضان كلّ عام ليذكّر كلّ عبد مسلم مؤمن أنّه لا يعيش في هذا العالم لوحده؛ فحوله الملايين بل الملايير من بني جنسه ممّن يكابدون مشاقّ هذه الحياة ويعانون الضّيق والفقر والمرض. لماذا يا ترى نجوع في رمضان؟ لنتّقي الله أولا ثمّ لنتذكّر معاناة الجوعى من حولنا، ما يقارب المليار إنسان في هذا العالم يعانون الجوع كلّ يوم ولا يعرفون للشّبع طعما. أكثر من مليوني طفل يموتون سنويا في هذا العالم بسبب الجوع. ملايين الأسر تعيش بعد رحمة الله على صدقات المحسنين، وآلاف الأسر تقتات من أكياس القمامة والمزابل. وفي مقابل هذا، الملايين من المترفين والمنعّمين ينفقون أموالهم في التّرف والكماليات. في بلدنا هذا، آلاف الأسر الفقيرة الجائعة في مقابل أكثر من 46 ألف ملياردير. بقايا الأطعمة التي يرمونها في المزابل كلّ يوم بالأطنان. أفيَليق بنا هذا ونحن المسلمون ونبيّنا نبيّ الهدى صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: "ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم".
يعود رمضان ليذكّر الأمّة المسلمة بأنّها أمّة ينبغي ألا تذلّ أو تهون أو ترضى بالدنيّة أبدا. أمّة تتحمّل الجوع والفقر ولا ترضى الذلّ والهوان. ولعلّ من حكم الله جلّ في علاه أنّ أغلب فتوحات وانتصارات المسلمين كانت في رمضان؛ من بدر إلى فتح مكّة إلى قصاص المسلمين من المجوس في وقعة البويب إلى وقعة عين جالوت، إلى انتصار أهل المغرب على الفرنجة إلى فتح أنطاكية... إلى غيرها من الانتصارات، كلّها كانت في رمضان حيث الجوع والعطش والجَهد. فواحسرتاه على زماننا هذا يوم أصبح الرياضيون يطالبون بفتوى تبيح الإفطار لأجل خوض مباراة، ويوم انتخى بعض أئمّتنا وعلمائنا ليُفتوا الطّلبة بالإفطار في رمضان لاجتياز امتحان البكالوريا على أحسن ما يرام!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.