نهج الجزائر بالعاصمة لندن تحمل أربعة شوارع على الاقل في بريطانيا، وفي أربع مدن مختلفة منها، اسم الجزائر العاصمة، فنجد ALGIERS ROAD (نهج الجزائر) في كل من منطقة لويشام بجنوب شرق العاصمة لندن، وبورسموث بجنوبانجلترا وساندرلند بالشمال الغربي لانجلترا، فيما نجد ALGIERS STREET ( شارع الجزائر) في مدينة بريستول بجنوب غرب انجلترا. * وفيما لا تتوفر معلومات دقيقة حول خلفيات إطلاق اسم الجزائر على تلك الأنهج وذلك الشارع في الجهات الاربع لبلد ليس له روابط تاريخية كبيرة مباشرة بالجزائر على خلاف المستعمر الفرنسي السابق، حيث تحمل شوارع كثير من المدن الفرنسية أسماء مناطق عديدة من الجزائر من بينها مدن كبيرة كالجزائر العاصمة ووهران وعنابة، بسكرة وتلمسان، بل وحتى مدن صغيرة نسبيا كشرشال مثلا. * ويبدو أن شهرة مدينة الجزائر كمركز بحري مهم في البحر الأبيض المتوسط، وقوة بحرية ظلت لها هيبتها وصيتها العالمي لقرون طويلة، حيث كان للبحارة الجزائريين كلمتهم المسموعة في المنطقة وكان الاسطول الجزائري هو الآمر الناهي في المنطقة بل وكان الاسطول الجزائري يغامر حتى خارج البحر المتوسط الى الشواطئ الانجليزية في المحيط الاطلسي... وان كانت المصادر التاريخية الغربية ومن ضمنها البريطانية تصر على تصوير البحارة الجزائريين بالقراصنة المتوحشين من منطلق "الجمل لا يرى الا حدبة صاحبه" كما يقول المثل الشعبي الجزائري، وظلت الجزائر والجزائري مرتبطين في المصادر التاريخية البريطانية وحتى المخيال الشعبي البريطاني بالقرصنة، حتى ان مرادف "الجزائري" في المناجد اللغوية الانجليزية حتى وقت قريب هو "القرصان"!. * وتشير بعض المصادر التاريخية في هذا السياق الى انه في عام 1641 اضطر البرلمان البريطاني للانعقاد في جلسة طارئة لمناقشة أنباء عن أن عدد البحارة البريطانيين المحتجزين في الجزائر بلغ نحو 5 آلاف بحار، ومن منطلق اعتقاد الانجليز أن نساءهم مرغوبات من قبل الجزائريين أكثر من أي شيء آخر، طرحت فكرة مقايضة مع الجزائريين تشمل ارسال "عاهرات" انجليزيات الى الجزائر مقابل إطلاق سراح البحارة البريطانيين المحتجزين في الجزائر وتم تحديد امرأة انجليزية مقابل كل 6 بحارة مفرج عنهم!. * وما يعزز فرضية ارتباط إطلاق اسم الجزائر على أحد الأنهج في منطقة "لويشام" (LEWISHAM) مثلا بالبعد البحري، هو أن المنطقة تحوي المتحف الوطني البريطاني للبحرية، الذي يعتبر من أكبر المتاحف البحرية في العالم، والذي تتوفر فيه حتى معروضات مرتبطة بتاريخ البحرية الجزائرية نفسها. وبحسب البيانات المتوفرة عن أسماء الشوارع في لويشام، والتي تعود الى العهد الفيكتوري (نسبة للملكة فيكتوريا) فإنه بتاريخ 1890 فإن النهج كان يحمل اسم الجزائر. * أما مدينة "بورسموث" (PORTSMOUTH) على الساحل الجنوبي لبريطانيا فإنها معروفة بأنها إحدى القلاع البحرية البريطانية، خاصة العسكرية وظلت لقرون طويلة إحدى أهم إن لم تكن مركز قيادة الاسطول العسكري البحري الملكي البريطاني. وكانت مركز القيادة العسكرية لقوات التحالف أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث تم التحضير لإنزال قوات التحالف على شاطئ دنكيرك الفرنسية في جوان 1944، الذي كان بمثابة الضربة القاضية لألمانيا. * وقد أصبح اسم الجزائر مؤخرا يتردد في بورسموث ليس فقط عبر النهج الذي يحمل اسمها في المدينة، انما أيضا عبر اللاعب الدولي الجزائري نذير بلحاج، الذي يسطع نجمه في نادي بورسموث، الذي يلعب في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، منذ التحاقه به مؤخرا معارا من نادي لونس الفرنسي. * ويطلق اسم الجزائر على نهج آخر في مدينة يلعب ناديها المحلي في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، وهي مدينة "ساندرلند" (SUNDERLAND )، التي تقع في الشمال الغربي لإنجلترا. والبعد الملاحي البحري مرتبط هو الآخر فيما يبدو بإطلاق اسم الجزائر على أحد أنهج المدينة، وان كان مرتبطا أكثر بالسفن، حيث ظلت ساندرلند، المرتبطة ببحر الشمال عبر نهر وير الكبير لقرون طويلة، تعتبر من أهم مراكز بناء السفن في بريطانيا. * وفيما يخص مدينة "بريستول" ( BRISTOL)، التي تقع في جنوب غرب انجلترا، فإلى جانب البعد الملاحي، حيث يعتبر ميناؤها من أشهر وأعرق الموانئ البريطانية، فإن عاملا آخر ربما كان له دور في اطلاق اسم الجزائر على أحد الشوارع فيها، حيث تشير بعض المصادر التاريخية أن أحد أعيان المدينة، وسليل واحدة من أعرق العائلات فيها، المعروف باسم جون سامسون، كان قنصل بريطانيا في الجزائر في القرن الثامن عشر وقد يكون لعب دورا في إطلاق اسم الجزائر على أحد شوارع المدينة.