من قاعات كامبريج إلى غياهب لامبيز.. من جامعة كامبريدج، إلى زنزانة تازولت (لامبيز)، وصف ينطبق على الشاب العراقي الجزائري (ن. أ) الذي التقته الشروق اليومي خلال زيارة لسجن لامبيز في ذكرى يوم العلم، حيث يتولى تدريس اللغة الإنجليزية للنزلاء، ولم يكن هذا الشخص "الحالة النوعية" يتصور يوما أن يكون نزيلا لأشهر مؤسسة عقابية في الجزائر وشمال إفريقيا. بدأت قصته في 23 ديسمبر 2003 عندما أوقفته مصالح الأمن الجزائرية داخل فندق بورڤلة بناء على مذكرة توقيف دولية من "الأنتربول" بخصوص جريمة قتل وقعت في لندن وراح ضحيتها شخص باكستاني، ليحكم عليه ب20 سنة خفّضت إلى 12 سنة عقب الاستئناف، في انتظار استئنافه على الحكم الأخير، والأهم تقديم ملف وطلب من عائلته المقيمة حاليا بلندن (أبوه طبيب عراقي وأمه مدرسة جزائرية من طولڤة ببسكرة) للسلطات الجزائرية بعدما كلفت محققا خاصا للتثبت في جريمة لندن التي اتضح بشأنها أن قاتل الباكستاني هو باكستاني آخر على حدّ قوله. وكان (ن. أ) 32 سنة، حاصل على شهادة البكالوريا ببسكرة ودرس عامين اختصاص الترجمة بالجامعة المركزية بالعاصمة قبيل استقراره مع عائلته بإنجلترا، حيث تحصل على ليسانس في الترجمة من جامعة مانشستر، وماستر من لندن (MBA) وشهادة من كامبريدج تخصص ترجمة في خمس لغات، هي: الانجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والعربية، كما أنه يتقن اللغات الهندية والصينية واليابانية، ما أهله للعمل في مؤسسة معروفة بالعاصمة الجزائرية، حيث أكد للشروق اليومي، أنه تكفل بالترجمة الفورية لتدخلات السفير الأمريكي السابق بالجزائر مدة 6 أشهر كاملة لفائدة الإعلاميين والمتعاملين والطلبة الجزائريين، كما تكفل بالترجمة لوزير الصحة السابق عمار تو، وبقمة "النيباد بالجزائر". وعن وضعه الراهن، يقول نعمان: أنا أنتظر من السلطات الجزائرية معالجة قضيتي التي تشوبها عقبات إدارية بحكم ظهور معطيات جديدة تفيد بتوقيف قاتل الباكستاني الذي كنت أسير له مؤسسة خاصة بعروض الأزياء والأفلام، وبحكم عدم وجود إتفاقية بين بريطانيا والجزائر لتحويل المطلوبين، خاصة وأن محل الجريمة بلندن، مختتما بقوله: "صحيح أن هناك تعقيدات إجرائية، لكني على ثقة بالعدالة الجزائرية في حال إطلاعها على البيانات الجديدة في القضية والتي ستتكفل عائلتي بوضعها قريبا في إطار تنسيقي بين عدالتي البلدين".