في الوقت الذي تواصلت المشاورات بين قيادات حماس في دمشق نهار أمس متجاهلة تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حول قبول الحركة باتفاق سلام يستفتى عليه الفلسطينيون، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي رفضها لأي استفتاء على أي اتفاق سلام مع إسرائيل "مخالف للثوابت الفلسطينية". مؤكدة أن المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية تصب بالكامل في صالح العدو. وقال خالد البطش القيادي في الحركة في بيان صحفي بعد تصريح كارتر أن الجهاد تجدد موقفها الرافض للاستفتاء وتحذر "من جعل الثوابت الفلسطينية مدارا للبحث والتفاوض في مرحلة ضعف عربي وانحياز ودعم دولي كبير لكيان الاحتلال". وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أن "المفاوضات التي تجريها السلطة ونتائجها هي انعكاس لواقع موازين القوى الدولية ما يعني أن نتائج المفاوضات لن تكون لصالحنا وإنما تصب بالكامل في صالح العدو". وفي رأي الجهاد فإن الحديث عن استفتاء على نتائج المفاوضات "تشكل مدخلا للتخلي عن حق العودة والقدس والخلاص من الاحتلال يكمن في استمرار المقاومة والجهاد ورفض مشاريع التسوية". وقال جيمي كارتر في مؤتمر صحفي أمس أن مسؤولي حماس الذين التقاهم مؤخرا في القاهرةودمشق وبينهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل أبلغوه بأنهم "سيعترفون بدولة فلسطينية داخل حدود 1967 إذا ما وافق الفلسطينيون على ذلك وأنهم سيقبلون بحق إسرائيل في العيش بسلام كجارة لهم". كما قال أن مسؤولي الحركة التي تعتبرها واشنطن "إرهابية" أبلغوه أنهم "سيوافقون على أن يتم التفاوض على مثل هذا الاتفاق من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشرط أن يتم طرح الاتفاق على الشعب الفلسطيني للحصول على الموافقة الكلية حتى لو لم توافق حماس على بعض بنود الاتفاق". ومن جهة أخرى، أعرب جيمي كارتر عن خيبة أمله لرفض حماس اقتراحه بوقف إطلاق لمدة شهر.. وبخصوص الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، قال كارتر إنه حاول التدخل لتسريع الإفراج عنه مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من بينهم قادة حماس الذين انتخبوا فى المجلس التشريعي الفلسطيني، بالإضافة إلى الأطفال والنساء المعتقلين لدى إسرائيل.. إلا أن حماس قررت في النهاية أنها ستكون بوضع أفضل في حال استمرت في النقاشات المطولة مع مصر، مشيرا إلى أنه يتفهم موقفها .. وقد أشادت حركة فتح على لسان عضوها قدورة فارس بموقف قيادة حماس من عملية تبادل الأسرى ورفضها الاقتصار على أسراها من النواب والوزراء، كما اعتبرت فتح أن موقف حماس من دور الرئيس محمود عباس في المفاوضات واشتراط عرض أي اتفاق يتوصل إليه على استفتاء تحولا نوعيا يجب تعزيزه والبناء عليه.. وعلى صعيد آخر نفى، الرئيس الأمريكي الأسبق مجددا أن يكون قد حصل على غطاء رسمي أمريكي إسرائيلي لاتصالاته مع حماس، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ترتكبان خطأ لرفضهما أن تربطهما أي علاقة بحركة حماس وسوريا لأنه ليس هناك أي شك لدى أي شخص في أنهما يجب أن تشاركا في الاتفاق النهائي الخاص بإحلال السلام في الشرق الأوسط..