كشف مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قيادة الحركة في الخارج تسلمت رسالة مكتوبة من الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر تهدف إلى فتح حوار بين حماس والولاياتالمتحدة. وقال مشير المصري النائب عن الحركة أن حركته ستدرس هذه المبادرة قبل الرد عليها، لكنه شدد على أن موقف حركته المبدئي "معروف وهو رفض شروط اللجنة الرباعية الدولية المتمثلة في الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف". * وأوضح المصري أن كارتر اطلع إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال على المبادرة خلال لقائهما الأسبوع الماضي في غزة. وحسب نفس المسؤول فقد ركز كارتر في مبادرته على مسألتين هما "قبول" حماس "بمبادرة السلام العربية وإعلان قبول الحل القائم على أساس دولتين وفقا لخارطة الطريق". ورأى أن قبول حماس بهذه المبادرة من شأنه أن يفتح الطريق أمام الحوار مع الإدارة الأمريكية ورفع الحظر المفروض على الحركة. وتنص مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت في مارس 2002 وأعيد تفعيلها في مارس 2007 في قمة الرياض، على تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967. وكان جيمي كارتر قد التقى في دمشق قادة الفصائل الفلسطينية المتمركزة في العاصمة السورية بما فيها حماس التي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة "إرهابية". * ودعا حينذاك إلى البدء ب"مفاوضات مباشرة" مع حماس بهدف المساعدة على حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وعرف ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الآونة الأخيرة تطورات، حيث حدد الرئيس الأمريكي في خطاب له في جامعة القاهرة بداية الشهر الجاري الخطوط العريضة لإستراتيجيته إزاء الملف، إذ شدد على مسألة حل الدولتين وضرورة وقف إسرائيل للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، كما طالب حركة حماس بالاعتراف بإسرائيل ووقف ما أسماه "العنف". * ومن جهته، حدد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في خطاب له الأسبوع الماضي إستراتيجيته التي ترتكز على لاءاته المعروفة وهي: لا لوقف الأنشطة الاستيطانية، نعم للدولة الفلسطينية ولكن بشرط أن تكون منزوعة السلاح، ولا سيادة لها على أجوائها البحرية والجوية..، ورغم أن الخطاب قوبل بانتقاد شديد من الفلسطينيين والمصريين، إلا أنه لقي ترحيبا من البيت الأبيض واعتبره "خطوة" نحو الأمام.. وتأتي رسالة باراك أوباما إلى حركة حماس التي انفتحت أيضا على أوروبا في الوقت الذي أعلن الرئيس المصري حسني مبارك في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "الوقت حان" لإقرار السلام بين العرب وإسرائيل. وكتب مبارك يقول أن : "التسوية التاريخية في المتناول وهي تسوية تعطي الفلسطينيين دولة خاصة بهم والتحرر من الاحتلال، بينما تعطي إسرائيل الاعتراف والأمن حتى تعيش في سلام".