سجن الحراش تحسر حميد مباركي في جلسة أمس كثيرا بسبب عدم رؤيته لوالدته لأكثر من 14 سنة كاملة مصرحا "لقد تحصلت على شهادة البكالوريا لأجل السماح لي بمقابلتها وجها لوجه، لكنهم منعوني من ذلك رغم التعليمة الوزارية التي تجيز للمسجون المتحصل على البكالوريا السماح له بالمقابلة الجسدية مع أهله". * هذه بعض من كلمات المتهم الرئيسي في تمرد مساجين الحراش في 18 فيفري المنصرم إثر تحويل مصل السجن إلى قاعة إضافية، عند مثوله أمس أمام مجلس قضاء العاصمة للاستئناف في الحكم المسلط عليه سابقا من قبل محكمة الحراش في جويلية الفارط، والقاضي بإدانته بعام حبسا نافذا عن تهمة إهانة هيئة نظامية. * وجهت قاضية المجلس سؤالا لحميد مباركي حول مسؤوليته في حادثة العصيان بعد انتفاضة المساجين ومطالبتهم بالإبقاء على المصلى ودخولهم في إضراب عن الطعام لمدة شهر كامل؟، ليجيبها بأن القضية متعلقة بالمساجين المتواجدين في القاعة رقم 1 والقاعة رقم 2 المنتفضتين والذين تم جمعهم من قبل حراس السجن في الساحة مكبلي الأيدي لغرض التفتيش إلا أنه- يضيف مباركي - تعرضوا للضرب من قبل هؤلاء الحراس، لتقاطعه رئيسة الجلسة: "لكنك أنت من قمت بضرب رأسك على الحائط متسببا في إصابة عينك وأنفك بجروح ؟ يرد عليها قائلا: "بل هم من ضربوني ثم اشتكوا بي، وأتساءل كيف تمت محاكمتي لوحدي بالرغم من وجود أكثر من 80 مسجونا متمردا في ذلك اليوم، يقول -حميد مباركي _ فالقضية مدبرة وهي انتقام مني لأني كنت حارسا سابقا بسجن سركاجي، لأنني متهم في قضية مماثلة وهي تمرد مساجين سركاجي في 1995 . * لترد عليه القاضية إذن أنت تنكر تهمة العصيان الموجهة لك.. سيدتي القاضية أنا بحكم إدانتي بالسجن المؤبد في جناية أخرى فأنا مسجون مع أصحاب القضايا الخاصة ما يعني وجودي في زنزانة منفردة، وليس في القاعات التي جرت فيها الأحداث. * وفي هذا المقام التمس النائب العام تشديد العقوبة المسلطة على حميد مباركي ورفعها إلى عامين حبسا نافذا، غير أن دفاعه استغرب من اتهامه في القضية بمفرده رغم أن التمرد قام به مجموعة من المساجين يفوق عددهم الثمانين شخصا، وأكد في السياق نفسه على تعرض المساجين للضرب من قبل الحراس، ضف إلى ذلك تواجده في القاعة الخاصة بالمساجين المسلطة عليهم عقوبات سالبة للحرية مدى الحياة، ليتساءل الدفاع كيف ترفع إدارة السجون شكوى ضد مباركي ستة أشهر بعد الأحداث، ويذكر لوحده في القضية رغم وجود تقرير من قبلهم يقول إنه أحدث فوضى رفقة بقية المساجين، فأين هم الباقون؟ يتساءل الدفاع، ليطالب بالبراءة التامة وإلغاء الحكم المستأنف، ومن المنتظر أن يتم النطق بالحكم الأسبوع المقبل.