صورة: علاء الدين.ب تحولت أمس منطقة الحميز بالعاصمة إلى منطقة تحت الحصار ومسرحا للاشتباكات بين قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني ومواطني الحميز الذين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 5 عبر 3 مواقع لليوم الثاني على التوالي، كما حاولوا غلق الطريق السريع احتجاجا على التهميش والمعاناة وغياب التنمية. * وأوقفت مصالح الدرك التي طوقت مسرح الاشتباكات ما لا يقل عن 20 شابا من بينهم الأطفال ومصورو الصحف الوطنية على غرار مصور "الشروق اليومي" الذي أُهين على مرأى الجميع. * * توقيف أزيد من 20 شابا من بينهم أطفال * وكان مواطنو "آس آن.تي.بي" أغلقوا الطريق الوطني طيلة يوم كامل أول أمس وشلّوا حركة المرور إلى غاية الثامنة مساء، حيث رفض المئات منهم مبارحة أماكنهم إلى حين قدوم الوالي المنتدب لدائرة الدارالبيضاء. * نفس السيناريو تكرر أمس بالحميز لأن الاحتجاج أخذ منعرجا آخرا بعد محاصرة حوالي 15 شاحنة لقوات مكافحة وشاحنات الحماية المدنية ومديرية الأشغال العمومية الموقع، ولم تتمكن مصالح الدرك من فتح الطريق الوطني إلى غاية حدود منتصف النهار بعد أن استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين مما تسبب في حالة طوارئ وسط المحتجين والسكان. * ومع ذلك تواصلت الحركة الاحتجاجية رغم سلسلة التوقيفات التي استهدفت حتى الأطفال الذين اضطر مديرو المؤسسات التربوية التي يدرسون بها إلى توقيف التدريس. * وأفادت مصادرنا عن تعرض أحدهم لإصابة بالغة الخطورة على مستوى الوجه تم على إثرها نقله للمستشفى، فيما اكتفى بعض أعوان مكافحة الشغب بالضرب بالعصي ضد كل من ساهم في غلق الطريق. * وظلّت الطريق الوطني شبه مشلولة مما تسبب في اختناق حركة المرور بالمدخل الرئيسي للحميز بالدارالبيضاء وباب الزوار مما دفع بالمواطنين والعمال الاستغناء على حافلات النقل ليلتحقوا بمناصبهم مشيا على الأقدام. * وفي مقدمة المطالب التي راح يطالب بها المحتجون تهيئة الطرقات وتعبيدها، للتخلص من جحيم الأوحال والمياه الملوثة المحاطة بالسكنات كل سنة. وكذا التموين بالغاز الطبيعي الذي ما يزال مشروعه مشلولا، بالإضافة إلى المياه الصالحة للشرب حيث يضطر أغلبهم لاقتناء المياه المعدنية بسبب اختلاط المياه التي يتزودون منها بطريقة فوضوية. * رئيس بلدية الدارالبيضاء قنقاني الياس وفي محاولة منه لامتصاص غضب المحتجين تنقل لموقع الاحتجاج وطمأنهم من خلال الكشف عن رصيد الميزانية المخصص لبعث التنمية بالحميز والمقدر ب 100 مليار سنتيم ما يعادل الميزانية السنوية لبعض البلديات. * وأكد ل "الشروق اليومي" أن أشغال تعبيد الطرق ستنطلق قبل نهاية السنة الجارية، حيث تم عبر الجرائد الوطنية الإعلان عن ثلاث مناقصات للشروع في الأشغال. * وفي سياق آخر، كشف قنقاني أن 35 ألف نسمة من سكان الحميز ما زالت لم تسو وضعيتهم إلى يومنا هذا لأن أراضيهم التي استفادوا منها في التسعينيات ما تزال تابعة لمصالح مديريات الفلاحة.