صورة من الأرشيف أصيب 27 ألف جزائري تحت عجلات المركبات بمختلف الطرق خلال 12 شهرا الماضية، و توفي منهم ما لا يقل عن 1650 شخص،... وخلّفت الفيضانات والغاز والكهرباء هي الأخرى عشرات الوفيات، نتيجة الإختناق والصدمات الكهربائية، فتحولت النعمة إلى نقمة في أكثر من مقام، و أصبح "الإرهاب" يلاحق المواطن في كل مكان أينما حطّ رحاله، حتى المطاعم ساهمت بشكل أو بآخر في تسميم من ساعفه الحظ و لم يمت مختنقا أو غريقا أو تحت عجلات السيارات... * * * احتجاجات، قطع الطرق، و غلق البلديات للضغط على المسؤولين * غياب التنمية، نقص الخدمات، انقطاع التيار الكهربائي ثالوت انتفاضات المواطنين لهذه السنة * لم تتمكن عديد المجالس الشعبية البلدية طيلة 2008 من تأدية ما كان المواطنون ينتظرونه منها، و الدليل على ذلك موجة الإحتجاجات العارمة التي دفعت بآلاف المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن الى انتفاضات شعبية للمطالبة بسكنات لائقة و توفير أدنى متطلبات الحياة من ماء و غاز و كهرباء و تهيئة للطرقات. * و كثيرا ما واكبت الإحتجاجات الإعلان عن قوائم الاستفادة من السكنات الإجتماعية التي لم ترض الأغلبية في جميع المرات، و هو ما عاشته العاصمة في مختلف بلدياتها سيما منها المقرية و جسر قسنطينة، وباش جراح. * و شهدت العاصمة أيضا أكبر حركة احتجاجية بمنطقة الحميز التي تحولت إلى منطقة تحت الحصار و مسرح للإشتباكات بين قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني و مواطني الحميز الذين أغلقوا الطريق الوطني رقم 5 عبر 3 مواقع ليومين متتاليين خلال نوفمبر الماضي، كما حاولوا غلق الطريق السريع احتجاجا على التهميش و المعاناة و غياب التنمية . * و لم تتمكن مصالح الدرك من فتح الطريق أمام مستعمليه، إلا بعد استخدامها القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين مما تسبب في حالة طوارئ وسط المحتجين. وخلف هذا الاحتجاج الذي شارك فيه حتى الأطفال عن توقيف 20شابا ممن كانوا وراءه. * قبل ذلك وفي شهر أفريل واكبت زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للعاصمة والبليدة حركة احتجاجية واسعة ببلدية براقي، أين أقدم العشرات من المواطنين على قطع الطريق الولائي رقم 115 بين براقي والأربعاء باتجاه البليدة، احتجاجا على تدهور الطرقات وغياب المشاريع التنموية ببلديتهم. وللأسباب نفسها انتفض مواطنو هذه البلدية مرة أخرى غضون هذا ديسمبر 2008. * أما بالمناطق النائية فخرج المواطنون للتنديد بمشاكل الانقطاعات الكهربائية خلال شهر رمضان المنصرم، تلتها احتجاجات واسعة النطاق بسبب نقص التزويد بالمياه الصالحة للشرب، و هو ما حدث ببلدية بغلية في ولاية بومرداس، حيث عانى السكان الأمرّين في الركوض وراء الصهاريج للتزويد بهذه المادة الحيوية، كما قطع مواطنو حي بن مرزوقة ببودواو الطريق الوطني رقم 129 بين بومرداس والبويرة عبر محور قدارة -بوزقزة، مستعملين المتاريس والأعمدة والحجارة لمنع حركة المرور، مطالبين الوصاية التعجيل بالحلول المقترحة لأزمة الماء الشروب وكذا المفرغة العمومية الواقعة بأعالي حي بن يمينة، فضلا عن حالة اللاأمن على محور الطريق الوطني عقب وضع الممهلات. * و بولاية تيبازة أقدم السكان على قطع الطريق الرابط بين القليعة و فوكة و أحرقوا المتاريس والعجلات المطاطية، كما نصبوا عشرات الحواجز الإسمنتية على طول الطريق الرابط بين مدينتي فوكة والقليعة لتبليغ انشغالاتهم إلى السلطات المحلية بضرورة البحث عن حل عاجل لندرة المياه وتذبذب التيار الكهربائي الذي نغّص حياتهم وتسبب في تعطيل عديد من مصالحهم. و نفس الشئ عاشته ولايات البويرة خلال نفس الفترة، وكذا مواطنو المسيلة الذي أغلقوا الطريق الوطني رقم 28 بين مقرة وولاية باتنة، و الطريق الرابط بين بوسعادة و المسيلة . * * * بلديات في حالة انسداد دائم: * سحب للثقة ومتابعات قضائية تطال عشرات المنتخبين * كان هدف التكوين الذي تلقاه رؤساء المجالس البلدية في إطار برنامج التكوين الذي نظمته وزارة الداخلية من 22 مارس إلى غاية 6 جوان 2008، مواجهة الفوضى التي عرفتها كثير من بلديات الوطن، سواء في التسيير أو في التعامل والتكفل الحسن بالمواطنين و ضرورة الاهتمام بمشاكلهم. لكن الواقع و ما يشتكي منه المواطنون يؤكد أن الإدارة غائبة ولا وجود لتنسيق أو إشراك المواطنين وحتى الجمعيات في تسيير شؤون البلدية و في الكثير من الأحيان، غلبت المصلحة الفردية على المصلحة العامة. * عرفت أغلب المجالس البلدية في ولاية تلمسان حالات انسداد على غرار بلدية البويهي وسبدو بعد مرور أكثر من شهرين من انتخابات 29 نوفمبر 2007 مما عطّل مصالح المواطنين وأثر بشكل كبير على سيرورة المشاريع التنموية التي استفادت، وهو ما دفع بالسكان للمطالبة بضرورة تدخل السلطات المحلية لوضع حد للانسداد. * نفس الأجواء عاشتها العديد من بلديات ولاية الجلفة على غرار بلدية الخميس، ومسعد ودار الشيوخ، التي دفعت بأعضاء المجلس إلى سحب الثقة من رئيسها، وتقريبا نفس الوضع عاشته بلدية المدية. * كما عاشت بلدية باب الزوار وضعا سياسيا خطيرا مباشرة عقب الإنتخابات المحلية الماضية بداية من الانسداد داخل المجلس إلى محاولات سحب الثقة من طرف الأعضاء، ونفس الأجواء عرفتها لمرحلة مؤقتة بلدية بئر مراد رايس. * ولاية بجاية هي الأخرى تعرف حالة انسداد في العديد من بلدياتها منذ انتخابات نوفمبر 2007، حيث وجه مؤخرا والي بجاية سبع إنذارات لبلديات أوقاس، فرعون، تينبدار، ملكيش، وبني شميني، أوفلة، و سوق ملبو، كما شهدت بعض البلديات حالات انقلاب انجرت عنها سحب الثقة من رِؤسائها و هو حال بلدية بوجليل و توجة. * و بالعاصمة ما يزال المجلس الشعبي البلدي للقصبة يعيش حالة انسداد مما دفع بثلثي الأعضاء سحب الثقة من رئيس البلدية من قبل ثلثي الأعضاء، فيما هدّد مؤخرا والي العاصمة خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي للعاصمة بحل مجلس القصبة في أقرب الآجال إذا ما استمر الحال على ما هو عليه. * وفي كثير من الأحيان تسببت هذه الإنزلاقات في كشف تواطؤ المسؤولين المحليين و هو ما يؤكد نسبة المتابعات القضائية التي طالت العديد من رؤساء البلديات. * * الفيضانات تفضح سياسة "البريكولاج" وتكشف عيوب المسؤولين * كشفت الفيضانات في الجزائر مرة أخرى عيوب المسؤولين حيث خلفت العشرات من الأرواح البشرية و خسائر مادية معتبرة، و هو ما حدث بولايات بشارغرداية و البيض، أين تسببت الفيضانات الطوفانية أكتوبر الماضي إلى وفاة 43شخصا بغرداية وجرح ما لا يقل عن 84جريح و فقدان أربعة أشخاص -حسب ما كشف عنه الملازم نسيم برناوي من خلية الإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية -. كما خلفت الكارثة 712عائلة منكوبة و تضرر 600 بناية من بلديات بريان، بونورة، بن دهايت، العاطف، القرارة، غرداية، زلفانة، متليلي، ثبثيب بسبب فيضان خمسة أودية. * وسجلت مصالح الحماية المدنية 3956تدخل بغرداية بفريق متكون 1177عون و 1000عون متأهب. * وأدت الأمطار الغزيرة خلال 11 ديسمبر إلى وفاة 24 شخصا و إصابة العشرات من المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة. وكشفت حصيلة المديرية العامة للحماية المدنية خلال تلك الفترة إلى مقتل 4 أشخاص في انفجار غاز البوتان بغرداية ووفاة 9 آخرين في حوادث مرور مختلفة. * وخلّفت حوادث المرور أربعة وفيات بولاية تلمسان وقعت الاثنين، ونفس الحصيلة خلفتها حوادث المرور جراء الإنزلاقات، حيث توفي شخص في ولاية المسيلة وآخر بورڤلة وآخر بتلمسان إلى جانب ضحية وثلاثة جرحى في حادث وقع بولاية النعامة. * وتشير الأرقام التي تحصلنا عليها من مديرية الحماية المدنية عن إصابة 15 شخصا باختناق بالغاز ووفاة آخر منذ 11 ديسمبر الماضي ، ثلاثة أشخاص تم إسعافهم ببوزريعة بالعاصمة و5بتبسة و4 ببرج بوعريريج . * كما أدت تلك الاضطرابات الجوية سيما منها الثلوج إلى عزل قرى و مداشر بأكملها، و شل حركة المرور و قطع الطرق الوطنية عبر العديد من الولايات. * * 2008... رقم قياسي لنسبة امتلاء السدود عبر الوطن * عرفت الجزائر خلال شهري أكتوبر و نوفمبر الماضيين سقوط كميات معتبرة من الأمطار لم يسبق وأن شهدتها منذ أزيد من عشر سنوات، حيث فاق معدل التساقط 40بالمائة عشية حلول فصل الشتاء، وبرأي المتتبعين فإن الأشهر القادمة ستكون الأمطار أكثر غزارة مما يستدعي اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي الفيضانات. * و بالمقارنة مع سنوات التسعينيات فقد سجلت مصالح الأرصاد الجوية خلال شهري نوفمبر و وأكتوبر أمطارا غزيرة و تضاعفت كميتها بكل المدن الغربية و الوسطى. * و باستثناء مدينة بوشقوف بتيارت فقد تضاعفت كمية المياه بشكل ملحوظ، حيث وصلت على سبيل المثال 347مم بالغزوات و ببني صاف 203مم ووهران 217مم، أما بمستغانم فقد تم تسجيل 250مم و بتلمسان 220مم . * وبالولايات الوسطى سجلت 259 بالدار البيضاء بالعاصمة و 266بمليانة و 288بتيزي وزو ، 216مم بالبويرة، 333مم بجيجل، و بجاية 343 مم. * و أكد رئيس مصلحة التنبؤات بالديوان الوطني للأرصاد الجوية أن معدل التساقط زاد ب 117مم حيث تجاوزت المعدل الموسمي في فصل الخريف .كما عرفت الجزائر تساقط كميات معتبرة من الثلوج على غير العادة و في غير وقتها، و لم تعشها الجزائر منذ 10 سنوات. * وبحساب مناخ البحر الأبيض المتوسط فإن توقيت الثلوج يكون في أواخر جانفي و فيفري في حين تساقط هذه السنة بحر شهر ديسمبر لين فاقت الثلوج 25سم على بعض المرتفعات دون احتساب المناطق النائية التي تفتقر لمحطات الأرصاد الجوية و التي شلّت فيها الثلوج النشاط الاقتصادي . وأرجع بعض الأخصائيين هذه الفيضانات إلى التدهور المناخي و التغييرات المناخية . * وأكد مسؤول الإعلام بوزارة الموارد المائية بن بوعزيز عبد المالك امتلاء 60 سدا بمعدل 52بالمائة، حيث فاقت سدود شرق البلاد خلال 2008، 58بالمائة، والجزائر العاصمة 60بالمائة فيما بلغت سدود وهران (13سد)63بالمائة . * و يقدر الإحتياط الحالي للمياه ب3.02 مليار متر مكعب، وزاد معها احتياط المياه الجوفية بسبب الثلوج و الأمطار ، وهو ما دفع الوزارة بإعداد مخطط 2009 للمحافظة على احتياط المياه للسنة القادمة . * * أرقام مرعبة عن إرهاب الطرقات تستوجب مراجعة لقانون المرور * 1650 قتيل وحوالي27 ألف جريح في 2008 * سجلت مصالح المديرية العامة للحماية المدنية خلال 18847 تدخل في حوادث المرور 1605 قتيل 1245 رجل201 امرأة و 195طفل، و خلّفت 26496 جريح منذ جانفي إلى غاية شهر نوفمبر الماضي من بينهم 19696 رجل و 4307 إمرأة و 2412 طفل جريح حسب ما كشف عنه المكلف بالإعلام على مستوى المديرية نسيم برناوي . * و خلّفت حوادث المرور لشهر ديسمبر مقتل 46 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 706 آخرا بجروح متفاوتة الخطورة من خلال 386 حادث وقع منذ 10 ديسمبر الجاري. * وواحتلت العاصمة المرتبة الأولى للولايات الأكثر تضررا، حيث تم تسجيل 19حادثا، ومتبوعة بولاية ميلة ب 18 حادثا و البويرة ب17حادثا. * و عن الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث فقد أرجعتها مصالح الدرك الوطني إلى فقدان السيطرة بسبب رداءة الأحوال الجوية، بالإضافة إلى السرعة المفرطة و التجاوز الخطير و عدم احترام مسافة الأمن و الأسبقية. * من جهة أخرى، كشفت حصيلة الشرطة عن مقتل 584شخص و جرح ما لا يقل عن 15ألف و 300جريح، خلال 13ألف و 171حادث مرور، تم تسجيله في التسعة أشهر الأولى من 2008. * وبالمقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، فقد تم تسجيل زيادة بنسبة 3.9 بالمائة بالنسبة لعدد الحوادث و ب 4.75 بالمائة بالنسبة لعدد الجرحى و 10.40 بالمائة بالنسبة لعدد القتلى . * وعن الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث أوضح العميد الأول للشرطة نايلي عيسى زيادة عدد المركبات بصفة ملفتة خلال 2008 خاصة خلال موسم الإصطياف، أما عن أسباب وقوع الحوادث فإن العنصر البشري المتسبب فيها بنسبة 90بالمائة. * وسجلت ذات المصالح عبر 447 تدخل في حالة الإختناقات 232 حالة وفاة، منها 140 رجل، 130 إمرأة و 54 طفل. * فيما تسببت الاختناقات بالغاز الطبيعي في مقتل 9أشخاص و 8آخرين بغاز البوتان، و كذا وفاة 46 شخصا بسبب انسداد مجاريهم التنفسية بالغاز. * و تمكن أعوان الحماية المدنية من إسعاف 580شخص من حالة الإختناقات المحتملة.