تجددت، في ساعات مبكرة من نهار أمس، احتجاجات سكان حي الحميز، شرق العاصمة، تعبيرا منهم على الظروف المزرية التي يتخبط فيها "حي الورود" و"سان تي بي" عن تدهور طرقات الحي، بالإضافة إلى انعدام المياه بالمنازل وقنوات الصرف الصحي، وإصرارا منهم على ضرورة توصيل انشغالهم إلى السلطات المعنية وعلى رأسها والي العاصمة. ولم تهدأ هذه الاحتجاجات إلا بعد تدخل قوات مكافحة الشغب واستعمالها القنابل المسيلة للدموع في تفريق المتظاهرين وفتح الطريق أمام حركة المرور. تواصلت الاحتجاجات بحي الحميز منذ الساعات الأولى لنهار أمس، بعد أن عاد إليها الهدوء ليلة أمس الأول في حدوء الساعة السابعة مساء، حيث انطلقت حسب شهود عيان من تجار المنطقة، في حدود الساعة السابعة صباحا، متسببة في توقيف الحركة المرورية على مستوى الطريق الوطني رقم 5 مع انعدام كلي لوسائل النقل، واختناق في حركة المرور ببعض المناطق من الطريق السريع، وذلك تعبيرا منهم على المشاكل العديدة التي يتخبط فيها حيهم، والتي تتمثل حسبما جاء على لسان جموع الشباب في انعدام تهيئة الطرقات وهو من أكبر المشاكل الذي طفت على السطح مع الاضطرابات الجوية الأخيرة وهو ما يبدو جليا لكل زائر للحي، حيث بات السكان يجدون صعوبات في الدخول والخروج من منازلهم. كما ساهم هذا الوضع حسبهم في خلق مشاكل أخرى منها صعوبة دخول سيارات الإسعاف ودوريات الشرطة إلى هذين المجمعين السكنيين بالإضافة إلى صعوبة توجه التلاميذ إلى مقاعدهم، وحسب البعض فإن هذا الوضع تسبب في عدم استقرار الأساتذة في مناصبهم بمدرسة "الورود" بسبب الوضعية التي يتواجد عليها محيط المؤسسة، فيما لازال بعض السكان ينتظرون إيصال المياه والغاز إلى المنازل، بالإضافة انعدام الإنارة العمومية. ومازاد في غيظ هؤلاء السكان هو الملايير التي تصبها المنطقة للخزينة العمومية كونها من أنشط المناطق التجارية في العاصمة؛ حيث تضم أكثر من 1000 تاجر جملة، لكن لا أثر لتلك المداخيل على واقع التهيئة العمرانية، عكس باقي أحياء بلدية الدارالبيضاء، لذلك قرروا عدم التراجع عن المطالبة بتسوية وضعية حيهم بلغة الاحتجاج، إلا بزيارة والي العاصمة ومقابلته. ولم يعد الهدوء إلى حي الحميز إلا في منتصف نهار أمس بعد التدخل الكثيف لقوات مكافحة الشغب واستعمالها للقنابل المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين.