في المثل الشعبي (أن رجلا مهملا لصلواته وعباداته وذات يوم رأى في المنام انه ذاهب إلى المسجد للصلاة فاعتبر أن ذلك إشارة له للصلاة وحمل نفسه على الذهاب إلى المسجد ولما وصل وجد أن أبوابه مغلقة فقال: اشهد يا جامع جاءت منك وليست مني).. * إنها عملية مسلية تماما ولكنه سيناريو ردئ. .قوارب تدعى سفنا لفك الحصار عن غزة.. سفينة أوروبية وأخرى أوروبية وأخرى قطرية وأخرى ليبية وأخرى تركية وهلم جرا.. والحصار يزداد إحكاما.. والنظام العربي يدير ظهره لمليوني عربي محاصرين يمنعون من العبادة ويحرمون من الكهرباء والدواء وكثير من المواد الأساسية.. * حصار على غزة كما كان الحصار على العراق وعلى ليبيا؟ ودائما الجيران للدول المحاصرة تستفيد من حصار المساكين.. تستفيد ماليا وسياسيا وبلورة لدور إقليمي ولو كان الثمن كرامة عرب وحقوقهم في الحياة.. حصار حقيقي فيما العالم كله صامت. * ولكن يبدو أن الرياح ليست دائما كما تشتهي السفن، فالسفينة الليبية رجعت أدراجها بعد أن تصدت لها البحرية الإسرائيلية وإذا بنا نكتشف أن غزة محتلة.. ولا ندري ما هو مصير السفينة التركية والقطرية؟ يبدو أن الأنظمة العربية قد لبت نداء وزراء الخارجية العرب سريعا بأن تبرعت كل دولة بإرسال قارب كبير محمل ببعض كميات المؤن للمحاصرين بغزة.. ويبدو أن الخارجية العربية لم تدري أن غزة محاصرة.. * كان من المطلوب أن يفتحوا حدود مصر على غزة.. وأهل غزة لا يريدون صدقات من أحد.. أهل غزة يريدون أن يخرجوا ليشتروا قوتهم وملابس أولادهم بدراهمهم.. إن أهل غزة لايستسيغون هذه الصدقات الذليلة.. أن يظلوا قابعين في سجنهم الذي يحكم إغلاقه العرب الرسميون ويأتي كل متسل أو صاحب شعار ليلقي إليهم بفتات خبزه. * إن التاريخ سيسجل لحكام هذا الزمان جريمة حصار العراق وليبيا وجريمة حصار غزة.. وقد لا تصمد غزة كثيرا.. قد تصمد عامين أو ثلاثة أو أكثر قليلا قبل اجتياح إسرائيلي ينهي عنادها ويكسر ما تبقى فيها من روح.. لتصبح كل فلسطين مستباحة.. فالعالم كله يعلم أن القطعة الوحيدة التي لم تطأها قوات المحتلين الصهاينة هي غزة وذلك بفعل المقاومة الباسلة.. فهل يحافظ العرب على غزة، أم أنهم سيسقطونها بين أنياب الهزيمة..؟ * * لماذا يصر حكام الدول العربية التي صادقت إسرائيل وأقامت معها علاقات على إذلال الشعب الفلسطيني والعمل الدؤوب على تفتيت مقاومته وحصارها..؟ الشعب الفلسطيني في غزة يواجه أصعب الظروف وأقساها، وعلى الأحرار في الأمة أن ينتبهوا للمخاطر التي تتهدده.. وإن ربك بالمرصاد.