اجتاحت أسراب كبيرة من الجراد الزاحف مساحة قدرها 40 ألف هكتار من أراضي شمال موريتانيا، القريبة من الشريط الحدودي بين ولاية تندوف الجزائرية وموريتانيا الذى يتجاوز طوله 300 كيلومتر، جنوب غرب الجزائر. * مما يستدعي تدخل وزارة الفلاحة الجزائرية للإعلان عن خطة وقائية مستعجلة لتجنب زحف هذه الحشرات أكثر نحو ولاية تندوف، لأنه في حال دخولها ستنتشر بسرعة فائقة في الواحات والمراعي الشاسعة في الولايات الصحراوية، وهو ما ستكون نتائجه وخيمة على الجزائر، خاصة بعد نمو غطاء نباتي أخضر شاسع على مجموع المناطق الصحراوية في الجزائر إثر تساقط أمطار غزيرة خلال الأشهر الأخيرة على أقصى الجنوبالجزائري، مما سيوفر الظروف الملائمة لنمو وتكاثر هذه الحشرات. * ووجه عبد الله ولد باباه، للمركز الوطني لمكافحة الجراد التابع لوزارة الزراعة الموريتانية تحذيرات ضمنيةّ، غير مباشرة للدول المجاورة وهي الجزائر، المغرب والنيجر ومالي، من أجل اتخاذ احتياطاتها لاحتمال اجتياح الجراد لأراضيها، حيث قال عبد الله ولد باباه في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية في هذا الصدد "الوضع يثير القلق لكنه ما زال تحت السيطرة بوسائلنا الخاصة"، مضيفا أن كثافة انتشار الجراد تتراوح بين 10 آلاف إلى 100 ألف حشرة في الهكتار الواحد مع حشرات غير بالغة * وفي هذا الإطار أعلن المركز الوطني لمكافحة الجراد التابع لوزارة الزراعة الموريتانية حالة استنفار قصوى، وقام بإرسال فرق مكافحة الجراد منذ أسبوع إلى المناطق التي انتشرت فيها أسراب الجراد، وهي مناطق صحراوية وعرة المسالك تتشكل من أحزمة رملية يصعب العمل فيها، مبرزا أن فرق المكافحة تعمل على الحد من انتشار الجراد وأنها عالجت لحد الآن ما يقارب خمسة آلاف هكتار فقط بسبب المسالك الوعرة. * وقال ولد باباه إن الانتشار شاسع، لأنه يمتد على حوالي 40 ألف هكتار في بقعة تبعد 250 كلم شمال شرق نواقشط في منطقة وعرة تتألف من تلال رملية شاسعة تتخللها منخفضات وممرات رملية ضيقة، وأضاف ان "ثمانية فرق أرسلت إلى المنطقة وهي تكافح الجراد وقد عالجت حتى الآن 2400 هكتار وتواصل جهودها في بيئة صعبة لا بل معادية". * وجاء في بيان أصدرته وكالة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة "فاو" ان "موجة الجراد هذه انطلقت نتيجة التكاثر الذي بدأ أواخر شهر أوت وتلاه جيل جديد أواخر أكتوبر"، مؤكدة أن "الحشرات قد تنتقل أيضا إلى المناطق المجاورة للصحراء الغربية حيث النباتات خضراء نتيجة الأمطار التي كانت غزارتها استثنائية في سبتمبر". * وقد سبق وأن زحف الجراد القادم من المغرب وموريتانيا على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية بجنوب وجنوب غرب الجزائر، ووصلت أسراب كبيرة منه إلى أبواب العاصمة الجزائرية، وتحديدا في منطقة البويرة الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرق العاصمة.