كشف المدير العام للمعهد الوطني لوقاية النباتات الدكتور مومن سيد علي عن وجود حذر وتأهب كبيرين على الحدود الغربيةالجزائرية مع دولة موريتانيا بسبب انتشار أسراب الجراد في هذا البلد، وفي هذا الإطار أعلن عن اتخاذ كل الاحتياطات الضرورية من طرف المصالح المعنية من أجل مواجهة غزو الجراد القادم من الصحراء في حال دخوله الأراضي الجزائرية بداية الأشهر القادمة. اعتبر الدكتور مومن سيد علي المدير العام للمعهد الوطني لوقاية النباتات، أن الوضعية الحالية لأسراب الجراد بالأراضي الموريتانية والمالية وحتى المناطق النيجيرية أي بمنطقة الساحل الإفريقي، ليست بالخطيرة جدا لكن تستدعي في الوقت الراهن حذرا شديدا، حيث بدأت أسراب الجراد في الأراضي الموريتانية حسب نفس المسؤول تتجمع في المناطق الرطبة خصوصا وأن المنطقة عرفت هذه السنة سقوط أمطار منتظمة، في حين ستبدأ أسراب الجراد في النزوح نحو الشمال خلال نوفمبر القادم وهو الأمر الذي يتطلب مراقبة الوضعية بكل حذر. ولمواجهة أي طارئ قامت المصالح الفلاحية خلال الفترة الأخيرة بمعالجة أزيد من 2500 هكتار بالمبيدات وذلك للقضاء على مجموعات الجراد المعزولة في المناطق الصحراوية لأنه خلال المراحل القادمة سيشهد عملية تجمع من أجل تشكيل أسراب الجراد وللقضاء عليه تعمل هذه المصالح على عزلها في مراحلها الأولى. وإن كانت هذه المرحلة عند المختصين تسمى بمرحلة الركود فإن الأمر بالنسبة لوحدات الرصد تبقى الخطر القائم خصوصا أن كل الظروف المناخية والطبيعية متوفرة هذه السنة لانتشار الجراد خصوصا في المناطق الشمالية لدولة موريتانيا وبالتالي دخولها الأراضي الجزائرية والمغربية مع اقتراب فصل الربيع، وهي نفس الوضعية التي شهدتها المنطقة خلال سنتي 2003 و2004 حيث اضطرت منطقة الساحل وشمال إفريقيا لاتخاذ إجراءات استثنائية وصلت إلى درجة تسخير وسائل مادية وبشرية كبيرة جدا. للإشارة، فإن سنة 2004 وحدها شهدت معالجة حوالي 13 مليون هكتار بمنطقة الساحل والمغرب العربي منها 8 ملايين هكتار في الجزائر والمغرب وحدهما، فيما أشار المعهد الوطني لوقاية النباتات أنه إلى غاية شهر أكتوبر من سنة 2008 كانت الوضعية مستقرة بالنسبة لموريتانيا، حيث لم تعالج المصالح المعنية سوى 16 ألف هكتار في حين توجد مختلف هيئات المراقبة والجهات المعنية بهذه العملية في اتصال دائم حسب ما أكده الدير العام للمعهد الوطني لوقاية النباتات مومن سيد علي وذلك من أجل توحيد الجهود في حال وجود أي طارئ في الأسابيع والأشهر القادمة.