ما الدافع الذي أعاد إلى الواجهة من جديد العلاقة الحمساوية الأردنية..؟ يبدو أن الملك والساسة الأردنيين التقطوا بعض الإشارات الخطيرة التي تجعل إعادة العلاقة مع حماس أمرا ضروريا لتجاوزها.. لكن يبدو أن أهم الدوافع الأردنية لاتخاذ الموقف الجديد من قبل المملكة الأردنية أن هناك توجسا أردنيا من قيادة فتح والحلول التي يمكن أن تقبل بها.. * يعدد قيادي في الإخوان المسلمين في الأردن أدلى بتصريحات للحياة اللندنية حول ما يعتقد انها الأسباب الفعلية لخطوة المملكة تجاه "حماس" بقوله إن قوة محمود عباس مستمدة من الاعتراف العربي والدولي به، ما يجعله في موقع يمكنه من الانخراط في مشاريع قد تكون على حساب الأردن ولا تراعي مطلب حق العودة وغيرها من شروط إقامة الدولة الفلسطينية. وإذا ما أضفنا إلى هذه المخاوف (والكلام للقيادي الإخواني) تبخر وعود الإدارة الأمريكية بدولة فلسطينية وانعدام إنجازات محمود عباس وصعود اليمين الإسرائيلي، فنصل عندها إلى نتيجة واحدة:... "حماس" هي الحل. ولكن لا يخلو الامر من ان هناك إشارات أوروبية او أمريكية للمملكة لاتخاذ هذا الموقف لأهليتها للقيام بدور وسيط مع حماس.. فللمملكة فضل كبير على حماس في السنوات الاولى، ففي عمان كان مكتبها المركزي الخارجي وتوجد بها قيادة حماس من خالد مشعل وابراهيم غوشة ومحمد نزال ولا يمكن ان يغيب عن البال موقف الملك حسين جراء قيام الموساد الاسرائيلي بتسميم خالد مشعل وإصرار الملك على معالجته واخراج الشيخ احمد ياسين رحمه الله من السجون الاسرائيلية.. ولم تنس قيادة حماس هذه المواقف، فعندما جاء مندوبون من الملك عبد الله الى دمشق لمقابلة خالد مشعل حاملين رسالة من جورج بوش حول التهدئة وجد المندوبون الاردنيون كل احترام وتقدير واستجابة. ليس غريبا على بعض البراغماتيين في قيادة بعض الفصائل ان تقبل بحل الوطن البديل، هكذا يعتقد على الاقل كثير من المسؤولين الاردنيين، الامر الذي يشكل هاجسا قويا في العقل السياسي الاردني.. والمراقب لانعكاسات التوجه الجديد المبني على التوجس المتجدد يرى ان فك الارتباط بين الفلسطينيين والاردن يعمل به في عديد من المؤسسات والتجمعات لجهة الضغط على سياسات اسرائيلية وامريكية قد ترى في موضوع الوطن البديل حلا. هي المصلحة وليس سواها تلك التي تدفع الدول للعلاقات مع هذه الجهة أو تلك ويظل الفلسطينيون نتيجة توزعهم وتشظيهم رهنا بمصالح الإقليم والكبار يدفعون الفواتير في مراحل تاريخية قاسية.