ح.م أوقف الدرك الموريتاني، نهاية الأسبوع الماضي، المدعو الشيخ ولد أبهاه، الذي يشتبه في أنه ممول التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالجزائر انطلاقا من ولايات الشرق الموريتاني المحاذية لمالي، حيث ضبط بحوزته هاتف خلوي من نوع "ثريا" وشاحن كهرباء السيارات وكمية من الوقود والمؤونة. * ونقلت مراجع إعلامية موريتانية عن مصادر أمنية محلية أن الموقوف يتكلم الحسانية بلكنة واضحة، وادعى انتماءه إلى إحدى قبائل المنطقة، لكن التحقيقات أكدت عدم صحة مزاعمه بعد مقابلته مع أعيان القبيلة. * وتندرج هذه العملية برأي مراقبين في إطار الحرب التي أعلنتها السلطات الأمنية الموريتانية على خلفية توفر معلومات بوجود تحركات لأتباع "الجماعة السلفية" على الحدود الجزائرية الموريتانية المالية، وهو مثلث نشاط عصابات تهريب السلاح والوقود بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية. * وأفادت ذات المصادر أنه تم تحويل الموقوف إلى نواكشوط حيث يوجد رهن الاعتقال في إدارة أمن الدولة، وتم توقيفه بضواحي باسكنو بولاية الحوض الشرقي، للاشتباه بتمويله الجماعات الإرهابية بالوقود والمؤن انطلاقا من ولايات الشرق الموريتاني المحاذية لمالي. * وأوضح مصدر أمني أن الدرك الموريتاني (الشرطة) سلم المدعو "الشيخ ولد أبهاه" الى إدارة أمن الدولة في نواكشوط المتخصصة في قضايا الإرهاب، وأضاف أن "السلطات الأمنية تشتبه في أن المعني متورط في عمليات تهريب كميات من البنزين وهواتف الثريا للتنظيم الإرهابي". * وتزامن توقيف المشتبه فيه مع هجوم نفذه مجهولون كانوا على متن سبع سيارات رباعية الدفع يشتبه في صلتها أيضا بالتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية"، على بادية في محيط قرية تنواغوتين التابعة لبلدية المكف شرق موريتانيا قرب مقاطعة باسكنو. * وتعكس هذه العمليات، برأي مراقبين للوضع الأمني، الاستراتيجية التي أصبحت تعتمدها قيادة "درودكال" في الأشهر الأخيرة بالرهان على "الدعم الأجنبي" بعد تراجع الإسناد الداخلي وتفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد على خلفية سلسلة الاعتداءات الانتحارية التي قام بتنفيذها في السنتين الأخيرتين وتراجع التجنيد لتبحث عن مصادر تمويل بالسلاح والمواد المتفجرة ومجندين خارج الحدود، حيث تترصد مصالح الأمن الجزائرية تحركات موريتاني بصدد تهريب مواد متفجرة الى معاقل "الجماعة السلفية" بمنطقة القبائل من موريتانيا عبر مالي، وسبق ل "الشروق اليومي" أن طرحت تفاصيل القضية، كما استنفرت وحداتها لإحباط محاولة "تهريب" حوالي 14 عنصرا من الصحراء باتجاه المعاقل الرئيسية بمنطقة القبائل، وكلف أمير المنطقة الثانية "حذيفة أبو يونس العاصمي"، "يحيى جوادي" المدعو "يحيى أبو عمار" أمير الصحراء بالتكفل ب "تحويلهم" ويرجح أن من بينهم أجانب أيضا. *