ح.م تتوفر مصالح الأمن على معلومات حول مخطط تهريب التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كمية هامة من المواد المتفجرة عبر الحدود الجزائرية المالية من طرف إرهابي موريتاني ينشط في صفوف التنظيم الإرهابي بالجزائر، حيث تم تشديد الرقابة على الشريط الحدودي وتكثيف تفتيش الشاحنات والسيارات. * وتتزامن هذه الإجراءات مع تعزيزات أمنية على طول الحدود الموريتانية الجزائرية لإحباط محاولة تسلل إرهابيين موريتانيين في ظل مساعي قيادة "درودكال" لتجنيد أجانب منهم انتحاريين بعد سحب "الثقة" من الإرهابيين الجزائريين، حيث نقل إرهابيون موقوفون حديثا أن درودكال أسرّ لمقربيه أنه أصبح متأكدا أن "الجماعة السلفية مخترقة". * أفادت مصادر مؤكدة، أن إرهابيين تائبين وفروا معلومات لأجهزة الأمن عن وجود مخطط لتهريب كمية كبيرة من المواد المتفجرة من الحدود الجنوبية باتجاه معاقل "الجماعة السلفية"، وقالت ذات المصادر، إن المخطط يتمثل في تهريب حوالي 4 أطنان من المواد المتفجرة من مدينة الخليل، شمال دولة مالي باتجاه الجزائر، على متن شاحنات بوساطة إرهابي يحمل الجنسية الموريتانية ويتعلق الأمر بالمدعو "ع .ولد حاماحا" المكنى "مصعب"، وإحدى الشاحنات قد تحمل وثائق جزائرية مزورة، مما يكشف التنسيق بين الشبكات الإجرامية والجماعات الإرهابية. * * "درودكال" قال لأتباعه: التنظيم مخترق * * وتشتغل مصالح الأمن على هذا المخطط في ظل ورود اسم "مختار بلمختار" المكنى "خالد أبو العباس" الأمير السابق للمنطقة التاسعة سابقا قبل انسحابه من التنظيم تحت إمارة "عبد المالك درودكال"، ودخوله في مفاوضات مع السلطات لتسليم نفسه، حيث نقل مقربون له معارضته لتنفيذ اعتداءات انتحارية ومنهج "درودكال"، على خلفية أن "الأعور" يعتبر راعي شبكات التهريب، خاصة تهريب السلاح بالصحراء والمناطق الحدودية، كما يملك نفوذا واتصالات بمدينة الخليل شمال مالي التي يستقر فيها، ولديه علاقة مصاهرة بأعيان القبائل العربية هناك أبرزها قبيلة البرابشة. * ويطرح تكليف إرهابي موريتاني لنقل المتفجرات الى وسط البلاد تساؤلات حول الدور الذي أصبح يلعبه العنصر الأجنبي في المهمات "الكبيرة والمصيرية" في تنظيم "الجماعة السلفية"، وأفاد مراقبون أن قرار تجنيد "درودكال" لبقايا "الجيا" والأجانب، كان على خلفية العمليات النوعية التي قامت بها قوات الجيش وأسفرت عن الإطاحة برؤوس الإرهاب وتفكيك خلايا تشكل العمود الفقري للتنظيم الإرهابي، حيث أجمعت قيادات التنظيم على أن "التنظيم مخترق" من طرف عناصر تمول أفراد الأمن بالمعلومات، وكان "درودكال" في هذا الإطار، قد وجه تعليمات لتوخي الحذر في تجنيد إرهابيين جدد وعناصر الدعم وأيضا فرض رقابة على تحركات "مشتبه فيهم" حسب إفادات إرهابيين تائبين وموقوفين مؤخرا. * وفي سياق متصل، كشف مصدر عسكري موريتاني في نواكشوط، أن "تعزيزات عسكرية مزودة بأسلحة ثقيلة وعدد كبير من الجنود أرسلت الى الحدود الشرقية والشمالية لموريتانيا"، وذلك في إطار مخطط أمني تبنته الحكومة بهدف دعم القوات المنتشرة هناك في مكافحة الإرهاب و"تعقب تحركات التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" والتي تنشط في الصحراء في شمال مالي والجزائر والحدود الموريتانية". * ونقلت مراجع إعلامية الثلاثاء تصريح مسؤول عسكري في الجيش الموريتاني دون ذكر هويته، أشار فيه أن هذه التعزيزات تأتي على خلفية الاعتداءات الإرهابية التي تعرض لها الجيش الموريتاني آخرها في شهر سبتمبر الماضي خلفت 12 قتيلا. * وكان الجيش الموريتاني أعلن عن تدمير 400 لغم مضاد للأفراد من مختلف الأنواع، تم العثور عليها خلال الأشهر الماضية في المناطق الشمالية لقطع الطريق أمام الجماعات الإرهابية التي أصبحت تستغل هذه الألغام في صناعة القنابل. * وكانت أجهزة الأمن الموريتانية قد تمكنت في وقت سابق من تفكيك خلية إرهابية تضم جزائريا مختصا في صناعة المتفجرات. * جدير بالذكر، أن حوالي 40 موريتانيا ينشطون في صفوف تنظيم "الجماعة السلفية" تحت إمارة "درودكال"، وكان أول أجنبي نفذ اعتداء انتحاريا بالجزائر موريتاني، فجر شاحنته بالبويرة ويتعلق الأمر بالمكنى "أبو زينت"، كانت "الشروق اليومي" قد انفردت بالكشف عن هويته الكاملة وعن وجود مرشحين موريتانيين للقيام بعمليات انتحارية في بلادنا.