نجح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فيما يبدو في الحصول على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بخصوص "الانسحاب الكامل" من هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل تحقيق السلام مع دمشق. وذكرت صحيفة "الوطن" السورية في عددها الصادر أمس نقلا عن مصادر "مطلعة" في دمشق أن اردوغان اتصل صباح الثلاثاء بالرئيس بشار الأسد ليبلغه استعداد ايهود اولمرت للانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل مقابل سلام مع سوريا. ومن المقرر أن يصل اردوغان نهاية هذا الأسبوع إلى دمشق للمشاركة في اجتماع اقتصادي. وردا على هذه المعلومات اكتفى المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد بايكر بالقول أن إسرائيل تريد السلام مع سوريا، رافضا التعليق بشكل مباشر على ما أوردته الصحيفة السورية. وكان اولمرت قد أرسل إشارات واضحة الأسبوع الفائت عندما قال: "بوضوح شديد، نريد السلام مع السوريين ونتحرك في هذا الإطار على كل الصعد". وتوقفت المفاوضات بين سوريا وإسرائيل عام 2000. وتطالب دمشق باستعادة كاملة لهضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل العام 1967 وضمتها عام 1981.. وكان الرئيس السوري قد تحدث عن وجود جهود تبذل في اتجاه تحريك المفاوضات السورية الاسرائيلية. ونقل عنه في اجتماع لقيادة حزب البعث الحاكم ان: "هناك جهوداً تبذل في هذا الاتجاه وهي ليست حديثة وقد تحدثنا عنها في مناسبة سابقة"، مشيرا الى أن "الجانب الإسرائيلي يعلم كل العلم ما هو مقبول وغير مقبول من جانب سورية". ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن الأسد مؤخرا قوله: "ان المبدأ الذي تنطلق منه سوريا هو رفض المباحثات أو الاتصالات السرية مع إسرائيل مهما كان شأنها، وان كل ما يمكن أن تقوم به في هذا الشأن سيكون معلنا أمام الرأي العام في سوريا وان المعيار في القبول بأي مباحثات هو أن تتسم بالجدية وأن تلتزم بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة". وتطالب دمشق بأن تلتزم إسرائيل بانسحاب كامل من الجولان وتفضل إشراف الولاياتالمتحدة على المحادثات، في حين تريد إسرائيل إدراج علاقات سورية مع "حزب الله" اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على جدول الأعمال. وكان دبلوماسيون سويسريون ساهموا في 2000 في التوسط في محادثات غير رسمية بين الطرفين وتم وضع خطة تركز على انسحاب إسرائيلي من الجولان.. ويأتي التحرك التركي للوساطة بين سوريا وإسرائيل في الوقت الذي تبذل جهود كبيرة للوصول الى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل رحيل جورج بوش عن البيت الأبيض. وفي هذا الإطار، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" في تصريح لقناة العربية أمس إن المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي "تتم في سرية، وبعيدا عن وسائل الإعلام"، مؤكدا أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يقوم بجهود مع الأمريكيين والأوروبيين. ووصل "أبو مازن" أمس الى واشنطن على رأس وفد فلسطيني، حيث يلتقي اليوم الرئيس جورج بوش فى محادثات تهدف إلى إحياء عملية أنابوليس، ومحاولة التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بنهاية هذا العام. ومن جهة أخرى، ينتظر أن يقوم وفد من حركة حماس برئاسة د.محمود الزهار بتسليم رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان اليوم الخميس رد الحركة مكتوبا على اقتراح مصر بشأن التهدئة في قطاع غزة. وجاء ذلك بعد أن أجرى الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر محادثات مباشرة مع قادة حماس في كل من القاهرةودمشق.. وتوقعت المصادر أنه، بعد تسلم السلطات المصرية رد حماس في الداخل والخارج، يتوجه رئيس المخابرات سليمان إلى تل أبيب لإبرام الاتفاق أو أن يصل رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد الى مصر لنفس الغرض.