مجزرة غزة متواصلة واصل الطيران الحربي الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي شن غارات متفرقة ومتواصلة على أهداف متفرقة في قطاع غزة منتصف الليلة وأمس الاثنين، أوقعت عددا من الشهداء والجرحى ورفعت حصيلة الشهداء والجرحى. وأفاد "د. معاوية حسنين" مدير الإسعاف والطوارئ أن عدد الشهداء بلغ 320 وعدد الجرحى داخل المشافي يزيد عن 800 وكثيرهم لا يجدون مكانا خاليا. * * مدينة رفح الفلسطينية تتعرض لقصف مصري إسرائيلي مشترك * الحرب الإعلامية والدعائية على أشدها لإرباك أهل غزة وتخويفهم * 40 % من الشهداء أطفال ومدنيون * * فيما قال ان أكثر من 40 % من الشهداء هم من الأطفال ومعظمهم مدنيون، ولم يستثن الاحتلال الاسرائيلي مسجدا أو بيتا أو سيارة حتى قصفها بنيرانه. * وأغار الطيران بالصواريخ على مقر وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة في تل الهوا، فيما دمر منزل القيادي في كتائب القسام رائد العطار أسفر عن استشهاد طفلين وإصابة 7 اخرين بجراح، كما طال القصف مستودعا للادوية ومبنى بلدية رفح. * ودمر الطيران الحربي مسجدا في جباليا أوقع سبعة شهداء على الاقل جرى انتشالهم من تحت الانقاض، كما استشهد خمسة مواطنين من عائلة بعلوشة، بينهم عدد من الأطفال إثر قصف الطائرات الحربية لمنزل عائلتهم في مخيم جباليا شرق مدينة غزة. * * إسرائيل تقصف الجامعة الإسلامية * * وأطلقت طائرات الاحتلال الاسرائيلي، بعد منتصف الليلة عدة صواريخ تجاه مقر الطالبات في الجامعة الاسلامية في منطقة تل الهوا، جنوب مدينة غزة. وذكر شهود عيان ان خمسة صواريخ أطلقت من طائرات "اف 16" هزت المنطقة، استهدفت مقر الطالبات في الجامعة. كما استهدف الطيران الحربي ميناء غزة البحري، حيث أطلقت طائرات من طراز "اف 16" عدة صواريخ باتجاهه، ما ألحق أضراراً جسيمة به. * وكان الطيران الحربي شن غارات على منطقة الأنفاق برفح فيما يعرف بمحور فيلادلفي بوابة "صلاح الدين" على الحدود الفلسطينية المصرية في رفح، أسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة 22 اخرين بجراح، في الوقت الذي فر فيه عشرات من المواطنين الى الجانب المصري عبر الجدار الإسمنتي. * وفي تصعيد خطير للعلاقات المصرية الفلسطينية قامت قوة مصرية بإطلاق صواريخ "ار بي جي" على المواطنين الفلسطينيين الذين سارعوا الى الحدود إثر انسحاب الجنود المصريين مئات الامتار بعد تحذيرات من احتمال ضرب إسرائيل للأنفاق، بينما أعلنت اسرائيل انها دمرت 40 نفقا في الهجوم الذي شاركت فيه أسراب كبيرة من الطائرات الحربية والذي استمر أربع دقائق، حسب الجيش.. ولقد تعرضت مدينة رفح الحدودية طيلة الليل لقصف مصري من الحدود واخر من قبل طائرات "الآباتشي". * وقال شهود عيان إن الامر الاكثر إثارة للمشاعر هو ما يجري في مستشفى "الشفاء"، اذ بعد امتلاء ثلاجات الموتى في الساعات الاولى للقصف الاسرائيلي يوم السبت الماضي، وضعت عشرات الجثث على الارض وتجول مئات من الفلسطينيين بينها بحثاً عن مفقوديهم وتحول المسجد المجاور الى بيت استضافة لعائلات الجرحى، لكن عملت القوات الاسرائيلية يوم الاحد وبعد فترة قصيرة من خروج السكان منه بقصفه، وزعم الجيش الاسرائيلي إخفاء قذائف فيه. ولا توجد في المستشفى نفسه أسرّة لمئات الجرحى، ويوضع الشهداء في معظم الاحوال على الارض، كما يوجد نقص في الادوية جراء الحصار الاسرائيلي، كما يوجد نقص بالدم جراء الاعداد الكبيرة من الجرحى.. ولا يحصل المصابون بجراح طفيفة على أي علاج ويطالبهم الاطباء والممرضات بمغادرة المستشفى لفسح المجال أمام المصابين بجراح خطيرة. * وتوقفت الحياة في الشوارع ولا توجد كهرباء في المنازل، والصفوف امام المخابز طويلة وجميع المحال التجارية مغلقة بسبب الحداد، الذي أعلنته "حكومتي" "حماس" والسلطة الفلسطينية في رام الله، كما لا يوجد تعليم في المدارس. * وانتقل معظم قادة "حماس" للعمل السري ويقوم بعض الناطقين الجريئين بالظهور في محطات التلفزة، يطلقون التصريحات باستمرار المقاومة، ويدعون الذراع العسكري لإطلاق القذائف واستئناف العمليات الاستشهارية. ويشعر معظم سكان قطاع غزة ، كما يؤكد محللون بوحدة وطنية في ضوء الاحداث الرهيبة التي عمت تقريباً كل عائلة في غزة التي يشعر أهلها بروح الصمود. * * إسرائيل تستهدف المساجد والمصلين * * حرب لأيام ثلاثة بدأت بالسبت الأسود، لا تراعي الأديان وتستهدف المصلين والقائمين والركع السجود في بيوت الله * * واصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف المساجد في قطاع غزة دون مراعاة للأديان السماوية ولحرمة المساجد كأماكن مقدسة للصلاة والدعاء. * وصباح أمس، أطلقت "الحمم" من طيران الحرب الاسرائيلي نحو مسجد أبو بكر الصديق في منطقة دوار القرم بجباليا ولم يعرف حتى اللحظة مدى الموت الذي نشره القصف الاسرائيلي بالمكان، حيث سارعت سيارات الاسعاف والأطقم الطبية "أعانها الله" إلى المكان لانتشال الضحايا، والى اليوم وصل عدد المساجد التي استهدفها الاحتلال إلى خمسة في كافة ارجاء قطاع غزة. * وقد استهدف قصف اسرائيلي آخر في ساعات الفجر الأولى لهذا اليوم مسجد عماد عقل في مخيم جباليا، كما دمرت عشرات المنازل بجواره واتت على منزل آل بعلوشة وقضت على خمس شقيقات، حيث لازال هناك مواطنون تحت الانقاض يجري انتشالهم. * وعلى مدار الايام السابقة استهدف الاحتلال الاسرائيلي مساجد البورنو "الشفاء" والروضة ومسجد القسام في خانيونس وسبقها استهداف لمسجدي بدر وبلال في رفح استشهد فيهما عشرة مواطنين على الاقل، ومسجد النصر في بلدة بيت حانون في اجتياح مدمر للبلدة الخضراء. * حماس رأت في استهداف المساجد "حربا صهيونية على الاسلام" وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء ومحاربة لدين الله. * مشير المصري النائب عن الحركة قال ل "معا" ان الاحتلال يعلن حربا على الاسلام ودين الله وكرامة المسلمين ويريد ان يفرض "أجندته" الدموية على الشعب الفلسطيني ليستسلم ويرفع الرايات البيضاء. * وتحدى المصري هذا القصف بقوله: "لن نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء ولن نركع إلا لله عز وجل وسنبني المساجد والجامعات والمراكز وكل ما دمر سيعود للحياة والعدو هو الذي سيندحر". * واعتبر المصري ان هذه المجازر الاسرائيلية والحرب على المساجد تستدعي من الامة الاسلامية ان تتبنى معادلة جديدة للتعامل مع هذا الاحتلال، قائلا: "ان نسف المساجد لن ينسف الايمان في قلوب الشعب الفلسطيني وان اقتلاعها عن الارض لن يقتلع الايمان من قلوب المسلمين". * * صحف يهودية: إسرائيل تتخوف من الحملة البرية * * قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية: "لقد قصفت اسرائيل حتى الآن معظم مؤسسات المنظمة، لكنها لم توجه ضربة حقيقية للذراع العسكري، ستستمر حماس بقصف القذائف على أمل دخول قوات برية اسرائيلية، ويؤكدون في المنظمة بأنه في حال حدوث ذلك، فإن النصر مضمون وذلك لان العملية البرية ستؤدي الى مقتل اسرائيليين كثيرين. وبنظر حماس، فإن المعارك وجهاً لوجه ستعبر عن بدء معركة حقيقية".