واصل الطيران الحربي الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي قصف مواقع في قطاع غزة، متسببا بسقوط مزيد من الشهداء والجرحى الذين فاق عددهم 285 شهيدا و900 جريح بينهم مالا يقل عن 180 في حالة خطيرة، حسب المصادر الطبية في القطاع. واستهدفت طائرات حربية بثلاثة صواريخ مجمع الدوائر الحكومية وسط مدينة غزة المعروف بالسرايا وتصاعدت أعمدة الدخان من الموقع، وأدى القصف إلى استشهاد أربعة من المعتقلين في السجن وحراسهم، كما استهدف قصف آخر مقر بلدية بيت حانون في شمال القطاع، ومقر محافظة رفح المؤقت في الجنوب ما أدى إلى وقوع إصابات. وقد سقط ستة شهداء اثنان منهم في غارة استهدفت سيارة جيب في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وآخر في غارة على سوق جباليا، وثلاثة آخرين في غارة استهدفت مركز شرطة المقالة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتدمير ثلاثة منازل تعود لعائلة حسونة في قصف آخر استهدفهم بالقرب من مسجد خليل الوزير في منطقة تل الهوا غربي غزة كما أسفرت غارة نفذتها طائرات حربية على موقع "بدر" لكتائب القسام في السودانية شمال غرب غزة عن إصابة 10 فلسطينيين بجراح، وفي تطورات سابقة فقد استشهد المواطن نبيل أبو طعيمة في قصف استهدف دفيئات زراعية في القرارة شرق خان يونس، وأفيد أيضا عن قصف إسرائيلي لنادي خدمات جباليا في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع إصابات، حسب المعلومات الأولية. وكانت الغارات قد استهدفت مقرين أمنيين تابعين للشرطة المقالة في مخلاة "كفار داروم" ومنطقة المطاحن، وسبقها قصف أخر على منطقة القرارة استهدف دفيئات زراعية، وقصف ثالث استهدف مركز شرطة الشجاعية أسفر عن سقوط عشرة مصابين، وقصف آخر استهدف ثكنة سعد صايل في رفح أسفر عن سقوط مصاب، وسبق ذلك قصف إسرائيلي استهدف مستودعا للأدوية فجر أمس في رفح ومنزلا يحتوي على خزانات البنزين والسولار أسفر عن سقوط ثلاثة من الشهداء وعدد كبير من الجرحى. وحسب معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ فإن ثلاثة شهداء وعددا كبيرا من الجرحى سقطوا في غارة أخرى نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، صباح أمس على مستودع للأدوية في حي الجنينة ومخزن للبنزين والسولار بالقرب من مركز شرطة تل السلطان في رفح، كما أدى القصف إلى اشتعال المستودعين ونشوب حرائق بالمنازل المجاورة، فيما أصيب عدد من المواطنين في غارة على مركز شرطة الشجاعية شرق غزة والتي أودت بالمبنى كاملا. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منتصف ليلة أمس غرفة الأمن الواقعة أمام مجمع الشفاء الطبي في غزة، بالإضافة إلى المسجد التابع للمجمع بعدة صواريخ، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة 7 آخرين بجراح، بالإضافة إلى تحطيم زجاج غرف الطوارئ بالمستشفى، كما شن الطيران سلسلة من الغارات على أهداف في خان يونس وشمال غزة. وأضاف أن ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى سقطوا في غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من القسام في حي المنصورة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، منتصف الليلة، سبقها 3 شهداء وأربعة جرحى سقطوا في غارتين إسرائيليتين، أحدهما على حي الزيتون، خلفت شهيدا وأربعة جرحى والأخرى في جباليا خلفت شهيدين. وقال معاوية حسنين إن هناك 15 شهيدا مجهولي الهوية في مستشفيات القطاع، عثر عليهم تحت الأنقاض، مؤكدا أن 80 شهيدا وصلوا إلى المشافي عبارة عن أشلاء، وهناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت أنقاض المقار التي قصفت، وأشار إلى وجود نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف الأولي وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة مناشداً الدول العربية واتحادات الأطباء بإرسال الأدوية بشكل عاجل للقطاع المحاصر. وقال المتحدث إن غالبية الجرحى بحالة خطرة ولا يمكن نقلهم إلى أي دولة عربية إلا بعد استقرار وضعهم، مناشدا إرسال مروحيات خشية على حياتهم، وقصفت الطائرات الحربية مبنى فضائية "الأقصى" في منطقة النصر، وعددا من ورش الحدادة في قطاع غزة. هذا وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على قطاع غزة ليلة أمس، حيث استهدفت غارة ورشة حدادة في حي الزيتون شرق غزة، وأخرى على الشجاعية وثالثة عي بيت حانون، ورابعة على منطقة الشيخ زايد، كما تم قصف جمعية النور في شارع يافا، وقد ألقيت جثامين الشهداء بممرات المشافي نظرا لصغر حجم ثلاجات الموتى وعدم قدرتها على استيعاب هذا الكم من الشهداء. كما تناثر المصابون في ممرات المشافي وأقسامها المختلفة وتم إخلاء كافة الجرحى ممن وصفت إصاباتهم بالطفيفة والمتوسطة لإتاحة المكان لمن هم بحالة حرجة، ومن بين الشهداء اللواء توفيق جبر قائد شرطة الحكومة المقالة، ومحافظ الوسطى أبو أحمد عاشور، والعقيد إسماعيل الجعبري قائد جهاز الأمن والحماية في الشرطة المقالة، وحسب معلومات طبية فإن القصف استهدف بداية المقر الرئيس لجهاز الشرطة المقالة "الجوازات" حيث كان يقام احتفال بتخريج دورة من الضباط. وبعد ذلك بحوالي عشرين ثانية توالت الانفجارات في أنحاء متفرقة من مدينة غزة والمحافظتين الوسطى والجنوبية وشمال القطاع، حيث تم استهداف مقر المشتل والسودانية ومواقع تدريب لكتائب القسام ومقر جمعية واعد للأسرى التابعة لحماس، وأطلقت المروحيات الإسرائيلية في ذات الوقت صاروخا سقط في ملعب الجامعة الإسلامية وسط مدينة غزة، "فيما يعد رسالة انه بالإمكان استهداف مقر الجامعة التي يدرس بها قرابة 18 ألف طالب وطالبة".