أكد الأستاذ محمد الشيخ، أن إخراج الجزائريين زكاتهم يوم عاشوراء هو ربط غير صحيح ولا يوجد عليه دليل شرعا ولا واقعا، حيث شرعت الزكاة في الأصل عند دوران الحول على المال بعد ما يبلغ نصابه، وتفويت الموعد لانتظار عاشوراء يكون كأداء الصلاة في غير وقتها. * دأب الجزائريون على إخراج زكاتهم يوم عاشوراء الموافق للعاشر من محرم من كل سنة هجرية، وهي عادة دخلت في تقاليد الجزائريين، وأصبحت موروثا اجتماعيا لديهم وثقافة ينقلها جيل إلى جيل دون أن يكون له دليل شرعي، ولم يذكر شيء عن هذه العادة في الأثر، بل هناك ما يشبه هذا في ممارسات الشيعة الذين يقولون بضرورة التوسيع في الإنفاق في يوم عاشوراء. * وحسب الأستاذ محمد الشيخ "لا يوجد دليل شرعي ولا واقعي على ربط إخراج الزكاة بيوم عاشوراء"، لأن أوانها يحين يوم دوران العام على المال الذي بلغ النصاب، ويمكن اعتماد عاشوراء لإخراج الزكاة في حال ما كان موعده فعلا هو دوران الحول ذلك اليوم أو "إذا ضاعت معالم يوم الزكاة، لأن صاحب المال لم يحسن حساب نصاب ماله والتوقيت الصحيح". * أما ربط فريضة الزكاة وهي الركن الثالث للإسلام بموعد عاشوراء، بل واشتقاق فعل "نعشروا" من كلمة عاشوراء للحديث عن الزكاة بالنسبة للجزائريين فذلك لا أساس له، إذ يتعين على أصحاب المال والتجار أن يحسبوا بلوغه الحول بعد اجتماع نصابه في أي يوم من السنة وإخراج ما يحق فيه من زكاة، سواء بدأ النشاط التجاري أو ادخار المال في رمضان مع العيد أو أي يوم آخر من السنة، وقد بلغ نصاب الأموال هذه السنة 199900 دج أي نحو 20 مليون سنتيم. * ورد الشيخ سعد بن تركي الخثلان على سؤال الجزائريين بخصوص اختيارهم عاشوراء لإخراج زكاة المال والتجارة: "تخصيص يوم عاشوراء بإخراج الزكاة ليس عليه دليل، وما روي من أنه ينبغي للإنسان أن يوسع على أهله في عاشوراء لم يرد فيه حديث صحيح وثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتخصيص هذا ليس له أصل، وإنما يخرج الإنسان زكاته متى حال عليها الحول، وتوافرت الشروط الشرعية". * ومعلوم أن الزكاة ليست من العبادات التي خصها الله بزمن معين مثل الصلاة والحج، لذلك يعد التمسك بعاشوراء لزكاة الأموال من البدع، وعليه يتعين على الجزائريين تحري الوقت الصحيح لإخراج الزكاة حسب المختصين، دون تتبع موعد عاشوراء أو غيره لتفادي الوقع في بدع تشبه إلى حد كبير تصرف الشيعة.