وزير الشؤون الدينية.. كيف سيتصرف؟؟ أخرجت فئات كثيرة من الجزائريين زكاة الفطر عينا من سميد ودقيق وبقول، وليس نقدا مثلما تحث عليه فتوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وذلك لسد حاجات الفقراء في يوم العيد، حيث يرفض السلفيون وسكان الأرياف استبدال نصابها من صاعي القوت بالقيمة المالية التي تخرج الزكاة حسبهم من الهدف الذي شرعها الله من أجله. * * وقفت "الشروق" خلال أيام العيد السعيد على حقيقة ثابتة عند فئة واسعة من الجزائريين وهي إخراج زكاة الفطر عينا من قوت أهل البلاد، وهو السميد والدقيق والبقول عند الجزائريين ورفض استبدالها بقيمة مالية، مثلما تحث فتوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي حددت نصابها هذه السنة ب100 دج عن كل فرد، وهو ما يعادل ثمن 2 كيلوغرام من السميد، وقد شرعت الوزارة جمعها في المساجد منذ إنشاء صندوق الزكاة. * ويرفض مواطنون يحسبون على التيار السلفي رفضا قاطعا استبدال زكاة الفطر من القوت بالمال لأنه مخالفة لما شرع حسبهم من هدف لهذه الزكاة، فهي لم تشرع لتسد حاجة الفقير لمدة شهر أو شهرين إنما لتكفيه السؤال يوم العيد الذي جعله الله للفرحة والتآزر بعد صيام رمضان، ولذلك فإن من وجد القوت والمأكل والمشرب يوم العيد من الفقراء فقد سدت حاجته، لذلك تجد الشباب من السلفيين يملؤون متاجر البقالات وقت إخراج زكاة الفطر ليشتروا حاجة الفقير الذي خصصوه بزكاتهم. * وحسب التقليد المتبع من قبل هؤلاء فإن جمع الزكاة في كميات كبيرة بغرض توزيعها ليس المعمول به، حيث يعمد كل واحد للتكفل بفقير يعرفه وبصفة فردية بشراء ما يحتاجه من السميد والدقيق والبقول الجافة وحتى الزيت مثلما وقفنا عليه، وهذه مواد تلزم الفقير فعلا يوم العيد، عكس ما ذهب إليه وزير الشؤون الدينية غلام الله عندما اعتبر من حق الفقير شراء الملابس والحلويات بثمن الزكاة، حيث بلغت حصة ما فرضته الوزارة لكل عائلة فقيرة من جمع زكاة الفطر في الصناديق خلال السنتين الأخيرتين 10 آلاف دينار. * ويقاسم سكان الأرياف الذين ينتشر الفقر بينهم في صورته الحقيقية، طرح السلفيين في إخراج زكاة الفطر عينا صاعين من القوت وليس 100 دج مثلما تراه الوزارة التي يظهر أنها اعتمدت مقياس الفقر في المدن الكبرى لتحديد صفة الزكاة، حيث قال غلام الله أنه لا يوجد من فقير يأخذ السميد والعدس والبقول في وقتنا هذا لذلك فالمال أنسب ليشتري اللباس واللحم والحلويات. * ورغم أن زكاة الفطر هي نظام تكافل اجتماعي في الأصل تؤخذ من الأغنياء لتعطى للفقراء في يوم العيد لتغنيهم الفاقة في هذا اليوم السعيد، إلا أن صورتها في المدن والأرياف تختلف اختلافا جذريا باختلاف مقياس الفقر بين المدينة والريف، فإذا كان سكان المدن يسارعون لدفع زكاتهم لصناديق المساجد أو لجان الأحياء لتوزعها بمعرفتها على فقراء في حاجة للحلويات واللباس مثل الأغنياء، فإن سكان الأرياف يعرفون فقراءهم جيدا ويستغلون وجوب زكاة العيد ليدفعوا لهم ما يسد الرمق من سميد وبقول وزيت، وهؤلاء لا ينتظرون تعليمات الوزارة لأنها حسبهم فصّلت على مقياس المدينة ولن تنزل لمستوى حقيقة الفقر في القرى والأرياف، وعليه سيخرج هؤلاء زكاتهم دوما من القوت لأن أهل مكة أدرى بشعابها على حد قولهم.