اسرائيل لا تغير عاداتها في ارتكاب المجازر دارت، أمس، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الاسرائيلي المدججة بالآليات المصفحة والمغطاة بكل انواع الطائرات، وبين قوات المرابطين في الصفوف الأولى من المقاومين، فيما يسمع من حين لآخر دوي انفجارات هائلة تنتج عن عبوات يزرعها الفدائيون في طريق الآليات الصهيوينة، الأمر الذي يعيق حتى اللحظة تقدمها نحو غزة التي اصبحت محاصرة من كل الجهات.. * * الصواريخ لم تتوقف بعد اليوم الثالث للاجتياح * المقاومة تستبسل في الدفاع عن غزة * الناطق باسم المقاومة: مستعدون لتوسيع دائرة استهداف صواريخنا * * هذا وقد هدد الناطق الرسمي باسم المقاومة الفلسطينية ابوعبيدة مساء أمس ان صواريخ المقاومة ستستمر في كل الظروف بقصف المستوطنات الصهيونية وأنها ستطال أهدافا مفاجئة، وتحدى في تصريح صحفي له إسرائيل ان تترك فرصة للصحفيين ان يكتشفوا حجم الخسائر التي لحقت بالجيش الاسرائيلي في محاولاته للتوغل في فطاع غزة، كما اشار الى ان هناك اهدافا استراتيجية تم قصفها بصواريخ ڤراد كان آخرها قاعدة (تسيلم)، وهي اكبر قاعدة عسكرية برية وقاعدة (هتسول) الجوية الحيوية. * هذا في حين تشهد محاور القتال الصعب في شمال قطاع غزة والشجاعية وحي الزيتون اشتباكات ضارية ولم تستطع القوات الإسرائيلية التوغل في مناطق القاومة التي تظهر أنواعا مفاجئة في تكتيكها القتالي.. حيث تم اطلاق العشرات من الصواريخ في المناطق الخلاء التي اصبحت تحت الإشراف العسكري الاسرائيلي..، فيما قالت اسرائيل ان 7 صواريخ سقطت على جنوب البلاد.. ويأتي استمرار اطلاق الصواريخ رغم مرور 10 ايام على بدء العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة وثلاثة أيام على العملية البرية التي قالت اسرائيل ان هدفها وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية. * وأكدت المصادر الإسرائيلية سقوط صاروخ غراد اليوم في منطقة قرب مدينة أسدود، بينما سقطت 6 صواريخ محلية الصنع على منطقة النقب الغربي قرب مدينة عسقلان، كما سقطت عدة قذائف هاون على تجمعات "شاعر هنيغف". * واعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن قصف قاعدة حتسور الجوية شرقي "كريات ملاخي" بصاروخي غراد صباح امس الاثنين لأول مرة، وقنص جنديين بالقرب من بلدة بيت لاهيا، وجندي آخر شرقي بيت حانون شمال قطاع غزة.. كما استهدفت الكتائب برج دبابة شرقي جبل الريس بغزة بقذيفة "ار.بي.جي" واطلقت قذيفتين أخريين باتجاه برجي جرافة ودبابة شرقي حي التفاح شرق غزة على جبل الصوراني، واطلقت 30 صاروخا وعشرات قذائف الهاون نحو مستوطنات وقوات الاحتلال، معلنة تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند شرقي بيت حانون.. واعلنت عن قصف القاعدة لجوية حتسور بصاروخي غراد والاشتباك مع قوات اسرئيلية على جبل الكاشف وقصف المجدل بصاروخي "غراد".. فيما أعلن جيش الأمة صباح أمس عن اطلاق ثلاث قذائف هاون اتجاه رتل لدبابات الاحتلال بالقرب من سوق السيارات شرقي غزة.. وبدورها اعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن تفجير عبوة ناسفة "ارضية" بدبابة اسرائيلية شرقي حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة فجر امس. * * الوضع الصحي والإنساني في غزة * * تجد إسرائيل نفسها في ورطة بعد يومها العاشر في ساحات المعركة، فلقد استنفدت بنك الأهداف كما اعلن المسؤولون الاسرائيليون، فيما لم ترفع المقاومة الراية البيضاء.. لذلك بدأ التركيز الاسرائيلي على اهداف مدنية صرفة كما حصل في قصف مركز الرعاية الصحية غرب برج الشفاء بغزة وتدمير مسجد عمر بن عبد العزيز ببيت حانون وقصف سوق الفالوجا بمخيم جباليا.. ولقد اطلقت القوات الإسرائيلية النار على جرحى، فيما كانوا يرفعون الرايات استنجادا بالإسعاف الذي لم يتمكن من التقدم خطوة نحوهم. * ولقد وسعت القوات الإسرائيلية دائرة النار جوا وبرا وبحرا، حيث قامت الزوارق الإسرائيلية بمشاركة فعالة للقوات البرية الإسرائيلية بقصف مخيم الشاطئ بغزة وكذلك مخيم خانيونس، الإمر الذي أسفر عن استشهاد العديد من النساء والأطفال. * اكدت مصادر طبية فلسطينية في مشفى الشفاء بغزة ان سبعة افراد من عائلة ابو عيشة وصلوا اشلاء من منطقة المشتل شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، واكدت المصادر استشهاد الأب والأم وخمسة من الأطفال في الغارة التي وقعت بعد منتصف ليل امس بعد ان سقطت قذيفة اطلقتها الزوارق الحربية على المنزل فدمرت اجزاء واسعة منه. * كما اعلنت مصادر طبية عن استشهاد ستة من عائلة السمودي، بينهم 3 اطفال في قصف منزلهم بحي الزيتون جنوب مدينة غزة.. وفي حي الزيتون جنوب مدينة غزة، اطلق جيش الاحتلال الاسرائيلي النيران نحو منازل السكان فاستشهدت طفلة من عائلة الحلو تبلغ من العمر خمس سنوات، كما استشهد جدها، فيما اصيبت والدتها بجراح خطيرة، ونقلوا جميعا الى مشفى الشفاء بمدينة غزة. وناشد د.معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ الصليب الأحمر بالتدخل الفوري من اجل السماح لسيارات الإسعاف للوصول الى الشهداء والجرحى.. وبهذا يرتفع عدد شهداء العملية البرية الى 100 شهيد ومنذ بداية العدوان الى545 شهيد واكثر من 2450 مصاب.. واشتد وقع الغارات الاسرائيلية بعد منتصف الليل، وقصف جيش الاحتلال الاسرائيلي خمسة منازل بينها اربعة تعود لقيادات في القسام، ومنزل يعود لجميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية وهو من سكان مخيم النصيرات.. كما قصف جيش الاحتلال جامعة الأمة للعلوم الشرطية في حي النصير وسيارة قرب الرعاية الصحية غرب برج الشفاء في معسكر الشاطئ ما أدى الى وقوع اصابتين. * هذا وقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن صفوف الناس الذين ينتظرون أمام الأفران في قطاع غزة الذي يتعرض لمحرقة -اسرائيلية- متواصلة منذ السبت الماضي، بلغ طولها 300 متر. * وقالت اللجنة الدولية ان الوضع الانساني في قطاع غزة لايزال يثير قلقاً شديداً، لكنها لاحظت أن عددا أكبر من السيارات في شوارع غزة أمكن ملاحظته الاربعاء. * أضافت اللجنة التي يعمل لحسابها عشرات الموظفين الانسانيين في قطاع غزة ان الصفوف أمام الأفران والمتاجر لاتزال طويلة جداً. ففي مخيم جباليا للاجئين مثلا، بلغ طول الصف امام الفرن الوحيد المفتوح 300 متر، وانتظر السكان اليائسون تحت المطر الغزير للحصول على رغيف خبز. وفي مدينة غزة يصطف المئات أمام ثلاث مخابز رئيسية هي المتبقية تعمل في المدينة. هذا وقد تم تقطيع القطاع الى ثلاثة اجزاء وتستمر الصواريخ الإسرائيلية في قصف الأنفاق وقد اعلنت الإذاعة الإسرائيلية مسا امس ان الأنفاق جميعا ستدمر قبل وقف اطلاق النار.. وقد دمرت الصواريخ الإسرائيلية مطار غزة الواقع بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية. * هذا وتشهد الأسواق شحا متزايدا في المواد الغذائية لاسيما الخضروات التي بدات تنقطع بسبب الاجتياح البري الاسرائيلي، كما ان الدقيق اصبح نادر الوجود، وقد اغلقت المخابز ابوابها.. وعلى صعيد الخدمات الطبية، فبالاضافة الى نفاد كثير من المواد الطبية والأدوات وحرمان القطاع من المساعدات الطبية التي تتكدس على الجانب المصري من شتى دول العالم، بالاضافة الى ذلك تواجه اطقم الإسعاف تعقيدات وتهديد بالموت في حالات كثيرة كما حصل بالأمس في بيت لاهيا. * * إسرائيل تستدعي المزيد من قواتها * * ذكرت مصادر صحفية اسرائيلية ان سلطات الاحتلال بدأت باستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للمشاركة في العملية العسكرية البرية على قطاع غزة، موضحة انه سيتم تجنيد الجنود في الوحدات القتالية وفي الجبهة الداخلية الإسرائيلية.. وجاء في بيان عسكري صادر عن جيش الاحتلال كما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان جيش الاحتلال مستعد لتنفيذ المرحلة الثالثة من هذه العملية كلما اقتضت الضرورة ذلك، كما سيتم ايضا تحديث وحدات مخازن الطوارئ والمعدات العسكرية.. وقرر قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الميجر جنرال يوئاف غالانت الذي يقود العملية البرية في القطاع توسيع المناطق التي تعتبر مناطق عسكرية مغلقة في محيط قطاع غزة. * وستغلق جميع المناطق الواقعة الى الغرب من سديروت وأوفاكيم ونيتفوت أمام حركة السير ولن يسمح إلا لسكان تلك المنطقة بدخولها بإذن من قيادة الجبهة الداخلية. * واعلنت قيادة جيش الاحتلال عن حالة تأهب عالية في الجبهة الشمالية، وفي المنطقة الوسطى اعترف جيش الاحتلال الاسرائيلي امس الاثنين بارتفاع عدد جرحاه في قطاع غزة منذ الاجتياح البري مساء أمس الأول السبت إلى 55 جريحا بينهم اربعة في حالة خطيرة. * وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية على موقعها الاليكتروني أن اليوم الثاني من الاجتياح كان الأكثر دموية بالنسبة للجيش الاسرائيلي، حيث شهد بمفرده جرح أكثر من أربعين جنديا فضلا عن مقتل جندي آخر.