واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثامن عشر من بدء المحرقة الصهيونية في قطاع غزة قصفها لعدة مناطق سكنية مخلفة المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين مما رفع حصيلة الشهداء إلى غاية أمس إلى قرابة ألف شهيد وآلاف الجرحى نصفهم من النساء والأطفال. وشهدت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء قصفا مدفعيا هو الأعنف من نوعه على الإطلاق منذ بدء العدوان دعمته الطائرات الحربية الإسرائيلية التي لم تتوقف طيلة الليل على قصف مدينة غزة والمناطق المجاورة لها في محاولة لفتح الطريق أمام قوات الاحتلال البرية لاقتحام المدينة المنكوبة. وقد اضطرت قوات الاحتلال إلى استخدام أسلوب الاقتحام تارة والتراجع تارة أخرى بعدما واجهت مقاومة شرسة أرغمتها على الانسحاب من عدد من الأحياء المجاورة للمدينة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر المقاومة الفلسطينية وجنود الاحتلال بحي الزيتون وتل الهوى وشيخ عجلين استخدمت خلالها المقاومة قذائف صاروخية وصواريخ من نوع "أر. بي. جي". وهو ما جعل قوات الاحتلال ترد بطريقة عشوائية حيث قصفت طائراتها الحربية ومدفعيتها عدة أهداف أدت إلى استشهاد 30 فلسطينيا. وأكد شهود عيان أن ليلة الاثنين إلى الثلاثاء كانت من أطول الليالي على الإطلاق منذ بدء العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة بحيث لم تتوقف الغارات ولم يتوقف دوي المدافع وصوت الانفجارات لحظة واحدة. وتركت آلة الدمار الإسرائيلية التي اضطرت إلى الانسحاب دمارا وخرابا هائلا ومروعا بمنطقتي حي الزيتون وتل الهوى بعدما انهارت العشرات من المنازل عن كاملها وتضررت المئات من المباني والمنشآت المدنية. ورغم القصف المكثف برا وجوا فإن قوات الاحتلال لم تتمكن من اقتحام مدينة غزة بعد ان اصطدمت بمقاومة عنيفة من قبل الفصائل الفلسطينية التي توالت بيانات صادرة عنها عن وقوع خسائر فادحة في صفوف الاحتلال. وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها تمكنت من تدمير دبابتين إسرائيليتين بحي الزيتون الذي يشهد منذ أيام اعنف المواجهات وقتلت عددا غير محدد من جنود الاحتلال من بينهم ضابط سام في حي خزاعة بالقرب من خان يونس جنوب القطاع. وأعلنت الكتائب أنها تمكنت ولأول مرة من تحقيق مفاجأة في الحرب البرية بعدما أطلقت لأول مرة صاروخا من عيار ""107 على قوة صهيونية اختبأت في منزل شرق مدينة خان يونس. وهو الأمر الذي نفاه جيش الاحتلال الذي تعمد منذ بدء عدوانه التكتم على خسائره والاكتفاء بالإعلان عن مقتل جندي أو اثنين وإصابة عدد بسيط ضمن تكتيكات الحرب النفسية ومقابل ذلك يدعي انه وجه ضربات قوية لحركة حماس بتمكن قواته من القضاء على عدد كبير من المقاومين الفلسطينيين. لكن المعطيات المتوفرة على ارض الميدان وصور الشهداء والجرحى التي تتناقلها كاميرات العالم تدحض الادعاءات الإسرائيلية. وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور معاوية حسنين أمس أن عدد الشهداء ارتفع بعد انتشال المزيد من الشهداء والجرحى جراء القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق متفرقة بالقطاع إلى 980 شهيدا من بينهم أكثر من 280 طفلا و98 امرأة و90 مسنا و13 من المسعفين والطواقم الطبية وأربعة صحفيين بينما تجاوز عدد الجرحى 4420 نصفهم من الأطفال". من جهته أعلن أبو مجاهد المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية إن فصائل المقاومة تمكنت من إعطاب وتدمير عدد من آليات الاحتلال ما بين دبابات وجرافات عسكرية مستخدمة تقنية المفاجأة والمباغتة التي أربكت القوات المتوغلة بمحيط مدينة غزة. وصعد الجيش الإسرائيلي من عمليات القصف البري والبحري والجوي في اليوم الثامن عشر من بدء مجازره في قطاع غزة من دون أن يتمكن حتى من تحقيق الهدف المعلن من هذه الحرب والمتعلق بوقف إطلاق صواريخ المقاومة على المستوطنات الإسرائيلية. فقد تهاطلت المزيد من صواريخ المقاومة على عدد من الأهداف الإسرائيلية وأعلنت كتائب عز الدين القسام أنها قصفت مستوطنة "نير إسحاق" بصاروخ قسام. كما سقط 14 صاروخا فلسطينيا على مجمع أشكول الاستيطاني وعددا من المستوطنات الأخرى منذ مساء أول أمس ما يرفع عدد الصواريخ المطلقة على إسرائيل أمس إلى 35 صاروخا.