أكد الدكتور أحمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس إسماعيل هنية أن هذا الأخير ورفاقه من قيادات الحكومة والحركة يعملون بشكل عادي ويؤدون واجباتهم بالرغم من العدوان الهمجي المتواصل على قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع. * * مظاهرات الجزائريين ضد الصهاينة ذكرتنا بمظاهراتهم ضد الاحتلال الفرنسي * * وقال أحمد يوسف في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" الأحد من قطاع غزة أن جميع القيادات بخير وتتواصل بوسائلها الخاصة، ولكنها تعتبر نفسها "مشاريع شهادة" مثلها مثل الشعب الغزاوي الذي حصد منه حتى الآن حوالي 900 شهيد وآلاف الجرحى. * ووصف مستشار إسماعيل هنية الوضع الراهن في قطاع غزة بالمأساوي، حيث يعيش القطاع أجواء حرب، فالطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارات يومية ويستهدف الجميع دون تمييز بين الشجر والحجر، ولكن مع ذلك يؤكد محدثنا لم تنكسر عزيمة الفلسطينيين وهم مصممون على الصمود وعدم الاستسلام لهذا العدو الإجرامي. وفي هذا الصدد أشاد بالمظاهرات الشعبية التي عمت العالمين العربي والإسلامي وخاصة تلك التي شاهدتها العاصمة الجزائرية وبقية مدن الوطن، حيث قال إن هذه المظاهرات أعادت إلى الذاكرة مظاهرات الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي في الستينيات. غير أن محدثنا انتقد ما أسماه ببطء وصول المساعدات العربية والدولية وقال إن كثيرا منها معطلة حاليا في الجانب المصري من معبر رفح بسبب الإغلاق. * ووصف المساعدات العربية بأنها دون المستوى المطلوب، وانتقد في السياق ذاته النظام السياسي العربي واعتبر موقفه مخيبا لآمال الفلسطينيين الذين يتعرضون للعدوان والحصار القاسي. * وتعليقا على دعوة القيادي في حماس، سامي أبو زهري، للقيادات العربية بمد جسر جوي لإمداد غزة بالسلاح، على غرار الدعم العسكري الذي تقدمه الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل، اكتفى محدثنا بالقول إن المفروض أن يكون العرب سندا قويا لإخوانهم الفلسطينيين لأنهم يخوضون معركة أمة. * وبخصوص الوضع الميداني داخل القطاع في ظل إصرار الإسرائيليين على مواصلة عدوانهم، كشف المستشار السياسي لإسماعيل هنية في اتصاله الهاتفي مع "الشروق اليومي" أن جيش العدو الإسرائيلي وبسبب جبنه ما يزال يبتعد عن مناطق الاحتكاك مع المقاومة الفلسطينية ويكتفي بالقصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف المدنيين بدليل صور الأطفال والشيوخ والنساء التي تظهر على شاشات التلفزيون بشكل يومي. * وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية وبالتحديد موقف حركة حماس من المبادرة المصرية التي تباحث بشأنها وفد من الحركة أمس في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان، أوضح السيد أحمد يوسف أن وفد الحركة يقوم ببحث الضمانات التي يمكن أن تقدمها المبادرة المصرية للحفاظ على المقاومة الفلسطينية وعدم القضاء عليها كما يريد الإسرائيليون والأمريكيون. وقال "لا نريد من أحد تقييد يد المقاومة وإنما نريد تعزيز قدرات هذه المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي". وأعرب المستشار السياسي لإسماعيل هنية السيد أحمد يوسف عن أمله في أن يتوصل وفد حركة حماس إلى تفاهم على هذا الأساس مع السلطات المصرية. * ويذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان قد دعا حركة حماس إلى القبول بالمبادرة المصرية التي ساهمت فيها كل من فرنسا وتركيا. * وتنص المبادرة المصرية على بنود محددة هي : قبول إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوقف فوري لإطلاق النار لفترة محددة. - دعوة مصر كلا من إسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته، بما يضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار. * - تجديد مصر دعوتها للسلطة الوطنية وكافة الفصائل للتجاوب مع الجهود المصرية للتحقيق الوفاق الفلسطيني.