بعد الظهور غير المتوقع لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة والقيادي في حركة حماس، إسماعيل هنية، مساء أول أمس، على شاشات التلفزيون، حيث ألقى خطابا موجها للعرب والمسلمين والفلسطينيين بشكل خاص، زادت الأحاديث والأسئلة الدائرة حول المكان الذي يتواجد به هنية وباقي قادة حماس المتواجدين داخل قطاع غزة الذي يتعرض للأسبوع الثالث على التوالي لعدوان وحشي وهمجي. حركة حماس التي أبقت هوية زعيمها في غزة قيد الكتمان منذ أن قتلت إسرائيل سلفه عبد العزيز الرنتيسي في عام 2004، تتخذ القرارات فيها بالإجماع، وهي مهمة ليست سهلة مع وجود زعيمها خالد مشعل في المنفى ووجود بعض أعضاء مكتبه السياسي في غزة وبعضهم في الضفة الغربيةالمحتلة، وآخرون في السجون الإسرائيلية، حيث يتعين على الجميع أن ينشق مع بعضه البعض في سرية وتكتم شديدين. وإن كان المكان الذي يتواجد به خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس معروفا، كونه مقيم بشكل شبه دائم في العاصمة السورية دمشق، فإن الأمكنة التي يتواجد بها عدد آخر من قيادات حماس غير معروفة، خصوصا المتواجدين في قطاع غزة، فإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقاتلة لم يظهر منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على القطاع، وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد ضيف الذي يعتبر قائد حماس العسكري الذي يعمل في الخفاء، كون اسمه مدرج منذ فترة طويلة على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل بتهمة تدبير هجمات شملت تفجيرات انتحارية ضد إسرائيليين منذ التسعينيات. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لنائبه أحمد الجعبري أو بالنسبة لمحمود الزهار، وزير الخارجية في حكومة هنية المقالة، وصاحب النفوذ الكبير على كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، حيث يوصف من قبل الكثير من المتتبعين بأنه من صقور حماس، وكيف لا وهو الذي فقد اثنين من أبنائه في الصراع ضد إسرائيل. أحد أكبر القادة المختفين، هو سعيد صيام وزير الداخلية في الحكومة المقالة، حيث يقع تحت سلطته 13 ألفا من عناصر شرطة حماس وأفراد الأمن الذين يشارك الكثير منهم بشكل فعال في القتال ضد إسرائيل. مصادر إعلامية كثيرة، نقلت خلال الأيام الماضية ما مفاده أن قادة حركة حماس يقاتلون جنبا إلى جنب رفقة العناصر العاديين في الحركة ومقاتلي القسام، فيما رجحت تقارير غربية أن يكون هؤلاء القادة متخفين في انفاق وملاجئ تحت الأرض قد تكون متواجدة في مناطق متفرقة في قطاع غزة.