مثلما كانت غزة مقبرة لأسطورة الآلة العسكرية الصهيونية، شاءت الأقدار أن توقع غزة شهادة وفاة »النجومية الزائفة« التي تقلدها »نجم العرب الأول« عادل إمام على مدار العقود الماضية، وعلى إثر تصريحاته »الشاذة« التي هاجم فيها المقاومة الفلسطينية، وانتقد فيها المظاهرات الشعبية الغاضبة المناصرة للفلسطينيين، رد عليه فنانو مصر وسوريا بقوة، واصفين إياه ب»الخائن« والعمالة لصالح الاستبداد والاحتلال، وعداوته لحركات المقاومة العربية. * * دريد لحام: الفنانون العرب شرفاء ولن يذهبوا ضحية لهذه التصريحات الخطيرة. * * منى واصف: مستحيل ألا تحرك فيك مشاهد المجازر في حق إخوانك نخوتك العربية. * * رشوان توفيق: هذه التصريحات إهانة واضحة للفنان المصري والعربي وكل المصريين. * * أعلن الفنان السوري الكبير دريد لحام عن أسفه الشديد من التصريحات التي أدلى بها عادل إمام، واصفا إياها ب»غير المسؤولة«. * وفي تصريح ل»الشروق« قال لحام صاحب الرصيد الهائل من الأعمال المناصرة للقضايا الفلسطينية والعربية: »لست متأكدا حتى الآن من التصريحات المنسوبة لعادل إمام، وإن كنت أعتقد أنه أذكى بكثير من الإدلاء بمثل هذه الأقوال التي تعصف بتاريخه ومكانته في قلوب الجماهير العربية، فلا يمكن لأي فنان عربي أن يقف صراحة مع الاحتلال ويناصر أفعاله الإجرامية في وجه المقاومة العربية، ومنذ ولد الفن العربي لم يتعدِ فنان واحد على القضية الفلسطينية بهذا الشكل الرهيب، وهي سابقة خطيرة تستحق الوقوف عندها وتفنيدها، فالفنانون العرب شرفاء ومخلصون لأمتهم وشعوبهم ولا يمكن أن يذهبوا ضحية لهذه التصريحات الخطيرة«. * أما الفنان صباح عبيد فلم يستطع كظم غيظه وانفجر قائلا: »ليس بكلام جديد على ممثل قضى عمره كله في ارتداء الأقنعة وتغيير البذلات على حسب الحالة المناخية المحيطة به، أنا شخصيا لم أتفاجأ بمثل هذه التصريحات من هذا الممثل تحديدا، فطالما صدرت عنه تصريحات وأفعال تؤكد عداوته الشديدة للمقاومة ونبذه لفكرة التحرر العربي، حتى أصبحت متيقنا بأنه يعشق الاحتلال ويدعم الاستبداد، ويركع من أجل استمرار الحالة المزرية التي تعيشها الأمة العربية، لكن الأهم أن غزة الأبية الشامخة نجحت في إسقاط أقنعة النفاق عن هذا الممثل وكشفته أمام الشعوب العربية وأسقطت نجوميته الزائفة مثلما أسقطت أسطورة الآلة العسكرية الصهيونية، ولا أعتقد أن هذا الممثل قادر بعد الآن على تسويق نفسه على أنه نجم العرب الأول، فقد سقطت هذه النجومية الزائفة للأبد«. * أما الفنان السوري القدير خالد تاجا فقال: »الغريب أن الكثير من أعمال عادل إمام تبدو في ظاهرها مناهضة للظلم ومحاربة للفساد ومهتمة بقضايا المواطن العربي المطحون، لكن باطن هذه الأعمال يخفي أفكارا سامة تسببت في تدمير النسيج العربي وتماسكه، فقد قدمت الإباحية دون خجل، وجعلت شبابنا أكثر استهتارا، بل والأخطر من ذلك أن هذه الأعمال ساهمت بشكل كبير في تخدير الشعوب العربية، وجعلتها مستكينة مستسلمة لحكامها الاستبداديين، لذلك ليس غريبا أن يكون إمام صديقا شخصيا للعروش والممالك والاستبداديين، فكلهم يرون في هذا المهرج بوقا للظلم والاستبداد، وكلهم يعاملونه بكرم وسخاء لما يقدمه لهم من خدمات عظيمة توطد وتعزز استقرار عروشهم وسطوتهم فوق رقاب الشعوب العربية المسكينة«. * الفنان السوري القدير أسعد فضة أبدى أسفه وانزعاجه الشديدين من تصريحات إمام عندما أوضح بأنه »من المعروف أن عادل إمام من أشد المناصرين للرئيس المصري مبارك، وطالما وقف بجانبه في صراعاته المختلفة سواء مع الإخوان المسلمين أو العلاقات مع »إسرائيل«، وأعتقد أن تصريحات إمام جاءت في توقيت مناسب لتخفيف الضغط عن الرئيس المصري الذي يعاني من ضغوطات كبيرة عليه بسبب إصراره على إغلاق معبر رفح، واتهام البعض له بالمساهمة بشكل أو بآخر في المجازر التي تحدث للشعب الفلسطيني الآن، فجاءت تصريحات إمام لينسي الناس قليلا مبارك وينشغلون بما قاله نجمهم المفضل، فالمسألة لا تعدو كونها توزيع أدوار، لكنه جاء هذه المرة بصورة مفضوحة ومخزية«. * وبدورها استنكرت الفنانة السورية الكبيرة منى واصف تصريحات عادل إمام، داعية هذا الأخير إلى توضيح ما نسب إليه، والاعتذار فورا لدماء الشهداء وتضحيات المقاومة الباسلة التي تزود عنه وعن الشعوب العربية قبل أن تزود عن الشعب الفلسطيني، ووجهت منى واصف كلامها لعادل إمام عبر »الشروق« قائلة: »من المستحيل أن فنانا بحجمك ومكانتك وثقافتك ألا يكون قد شاهد جثث الأطفال التي مزقتها آلة الدمار الصهيونية، من المستحيل ألا تحرك فيك مشاهد الدماء والمجازر التي يرتكبها الصهاينة في حق إخوانك في فلسطين نخوتك وكرامتك كعربي، وإذا كانت السهرات وحياة النجوم قد شغلتك عن مشاهدة هذه المشاهد المروعة فأدعوك أن تفتح التلفزيون في أي لحظة من لحظات اليوم لترى بعينك شلال الدماء الذي لا يتوقف، بل ويستمر بسبب مواقف أمثالك«. * ولم يقتصر الغضب الفني من تصريحات عادل إمام على السوريين فقط، بل شمل الكثير من الفنانين المصريين الذين استنكروا بشدة تلك التصريحات. فبانفعال شديد قال الفنان الكبير رشوان توفيق: »هذه التصريحات تمثل إهانة واضحة للفنان المصري والعربي وكل المصريين، لذلك أؤكد أنها لا تمثل الشعب المصري أبدا وإنما تعبر عن وجهة نظر صاحبها، المصريون يتظاهرون يوميا ويقتلهم الغيظ ويتمنون اللحظة التي تسنح لهم الظروف للوقوف بأرواحهم فداء لفلسطين، المصريون لم يخرجوا من صف المقاومة، وسيظل الشعب المصري رمز وسلاح المقاومة العربية، نحن كفنانين نعلنها بكل صراحة.. نحن ضد التطبيع مع »إسرائيل«... نحن مع الشعب الفلسطيني، ولن تمس مثل هذه التصريحات أو المواقف المؤلمة من حقيقة وأصالة الشعب المصري«. * أما الفنان محمد وفيق فيقول: »من الإجحاف الالتفات إلى مثل هذه المواقف الفردية التي وإن صح تسميتها »الشاذة«، ومن يريد أن يعرف موقف الشعب المصري من القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، عليه بالنزول للشارع المصري، الذي انتفض عن بكرة أبيه رافضا الذل والاستسلام، ورافعا لراية العزة والكبرياء. المصريون الآن يثبتون أنهم لم ينسلخوا من محيطهم العربي، ولكن هناك محاولات مستميتة من أعداء العروبة لطمس هذه الحقيقة والتحايل على موقف الشعب المصري، أنا كفنان أؤكد أن كل فناني مصر لا يقبلون مثل هذه التصريحات المبطنة منها قبل المعلنة، وأدعو نقابة الفنانين المصريين للوقوف بحزم في وجه كل من يحاول تشويه صورة الفنان والشعب المصريين«. * أما الفنان الشاب مجدي كامل، الذي قدم في رمضان الماضي مسلسل »ناصر« الذي عرض في معظم المحطات العربية باستثناء التلفزيون المصري الذي أسسه الراحل عبد الناصر، فيرى بأن: »من يهين المقاومة ومن يستهين بالمشاعر العربية ليس بعربي ولا يستحق البقاء على الأراضي العربية، الأنسب له أن يذهب ليعيش رفقة إخوانه في تل أبيب، وأقول إنني أعرف الفنان عادل إمام عن قرب وتعاملت معه ولمست فيه إنسانيته وقوميته، لذلك لا أصدق ما نسب إليه جملة وتفصيلا، أعتقد أن الأمر فيه لبي كبير، وأتمنى من الفنان عادل إمام أن يخرج للناس ويخبرهم بالحقيقة«. *