الهمجية الصهيونية متواصلة شهدت الساعات الاولى من مساء أمس محاولات مستميتة من قبل قوات العدو للتقدم على محور الزيتون والشجاعية من الشرق والشيخ عجلين والثوام من الغرب، وهي محاولات لاقتحام المربعات السكنية وتطويق أجزاء منها وقطع الاتصال بين الشمال ومدينة غزة، وذلك في ظل قصف جنوني طال عديدا من المناطق في مدينة غزة عمارات ومرافق ومؤسسات وأحيانا كثيرة ينصب القصف على مواقع تم قصفها سابقا. * * مليون نسمة في غزة بلا ماء * * الا ان مقاومة عنيفة واجهت محاولات التسلل الاسرائيلي مما اضطر القوات الإسرائيلية الى التراجع بعد أن كبدها المجاهدون خسائر بشرية اعترف قيادة الجيش الاسرائيلي عن بعضها وتمكن المجاهدون من غنم بعض الاسلحة اليديوية بعد أن أوقعوا خسائر مباشرة في مركبات العدو ولم تزل كل المحاور عصية على الاختراق رغم زج العدو بآلاف المقاتلين أمس الاول في ساحة المعركة وإرسال أمريكا آلاف الأطنان من الذخائر والاسلحة لإسرائيل على وجهة السرعة وفي ظل محاصرة غزة من كل الجهات، وبحسب بيانات صدرت عن فصائل المقاومة الفلسطينية، فإنهم وجهوا لقوات الاحتلال عدة ضربات خلال محاولة تقدمهم ومن ذلك تفجير عبوات ناسفة كبيرة وإطلاق قذائف "آر بي جي". * وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت لليوم التاسع عشر من عدوانها على غزة بتشديد القصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة واستمرار محاولات التوغل على عدة محاور وسط مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية. وبحسب مصادر فلسطينية فإن منطقة الثوام في العطاطرة شهدت أعنف الاشتباكات، حيث سقط ثلاثة من مقاتلي "كتائب القسام" الذين استبسلوا برفقة مقاتلي تلك الفصائل في صد هذا التوغل بالرغم من الغارات الجوية والمدفعية التي استهدفت مناطق تواجدهم، وشهدت الساعات الماضية قصفا عنيفا للشريط الحدودي مع مصر وسط أنباء تحدثت عن أن هذه القوات تستعد لاحتلال هذا الشريط. * عاد المشهد أمامنا ونحن نتجول في المكان كأن زلزالا رهيبا ضرب المنطقة الأمر الذي فرض على سكان الحي الذين نجوا من الموت ان يفروا بأولادهم الى مكان يمكن ان يأويهم. * ..هذا وتواصل القصف الاسرائيلي على شرقي خانيونس حيث قامت جرافات الاحتلال تحت تغطية نيران كثيفة بتجريف المناطق الحدودية وقصف البيوت وخطف بعض سيارات الاسعاف الفلسطينية والتستر بها في عمليات اغتيال للمواطنين بالقرب من الحدود، وتغص الغرف والممرات في مستشفى ناصر بخانيونس بالجرحى والمشوهين وأقربائهم الذين فروا من المناطق الحدودية التي تعرضت لأبشع أنواع القتل والتدمير..الا ان القوات الإسرائيلية لم تتمكن من التقدم نحو بني سهيلة أو داخل القرى المجاورة، ويؤكد ضباط الاحتلال عنف المواجهات وان المقاتلين الفلسطينيين يتساقطون على الدبابات الإسرائيلية بلا وجل..ولقد أصيب قائد المظليين بجراح وعدد من جنوده حسب اعتراف إذاعة إسرائيل حيث تشارك فرقة المظليين المختارة في معركة غزة..ولقد زفت المقاومة الفلسطينية الى الأمة العربية والاسلامية الشهيد السعودي الذي قضى نحبه على جبهات القتال أمس..وعلى مدار الساعة تواصلت عمليات القصف عن طريق طائرات الاباتشي وال f16 والمدفعية منطقة الحدود التي تفصل فلسطين عن مصر. * من جهة أخرى أعلن الطبيب معاوية حسنين مدير عام الطوارئ والاسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية ان عشرة فلسطينيين قتلوا في القصف الاسرائيلي على قطاع غزة منذ صباح أمس مما يرفع الحصيلة منذ بدء الهجوم الى 985 شهيد، فيما أفاد ناجون فلسطينيون من مناطق شمال قطاع غزة أنهم شاهدوا جثث أكثر من عشرين فلسطينيا ملقاة الى الشمال والشمال الغربي لبلدة بيت لاهيا شمال القطاع. * وقال حسنين إن "عدد الشهداء منذ صباح الاربعاء قد ارتفع الى عشرة بعد غارتين على مخيمي جباليا والشاطئ". وأوضح ان بين الشهداء العشرة "ثلاث نساء". * وتابع ان "عدد الشهداء ارتفع بذلك الى 985 منذ بدء الهجوم على قطاع غزة (في 27 ديسمبر) في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 4500 بينهم 292 طفل و98 سيدة"، موضحا أن عديدا من الشهداء لا زالوا في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الاسرائيلي. وقد سقط في الساعات 48 الماضية نحو 100 شهيد وأكثر من 200 جريح في غزة، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 990 بينهم أكثر من 320 طفل ونحو 90 امرأة، في حين بلغ عدد الجرحى 4500 نصفهم من الأطفال والنساء. * وأكدت مصادر وكالة الغوث للاجئين ان عشرات الفلسطينيين ما زالوا تحت الانقاض وان محاولات تبذل من أجل إحضار جثامينهم فيما تمنع قوات جيش الاحتلال والأطقم الطبية والصليب الاحمر من الوصول الى تلك المناطق. * ومن جهة أخرى أعلن رئيس مصلحة مياه بلديات الساحل في قطاع غزة الاربعاء ان أكثر من 800 ألف نسمة من سكان قطاع غزة أصبحوا بدون مياه منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على القطاع غزة في 27 ديسمبر الماضي. * وقال المهندس منذر شبلاق ان "أكثر من ثلاثة أرباع سكان قطاع غزة اي أكثر من 800 ألف نسمة بدون مياه منذ أكثر من أسبوعين". * وأوضح ان الأضرار الأكبر في شبكة المياه تتركز في مدينة غزة "لأن مصادر المياه معظمها من شمال وشرق غزة حيث القوات الاسرائيلية تتمركز". * وأضاف ان "40 بالمائة من مصادر المياه لغزة لا تعمل". * وأوضح شبلاق "كنا ننتج لقطاع غزة يوميا 220 ألف متر مكعب وانخفض الانتاج الى 100 ألف متر مكعب اي أقل من خمسين بالمائة من الانتاج". * وفي أحدث التطورات الميدانية، فإن طائرات الاحتلال الحربية نفذت فجر أمس ثلاث غارات استهدفت آخرها الأجزاء الغربية من غزة. وعلم أن الغارتين الأخريين استهدفتا منزلين في جباليا وشمال منطقة غزة، ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين وجرح نحو 20 آخر، بحسب مصادر طبية. وشملت الغارات جميع محافظات غزة الخمس، وإن إحداها استهدفت سيارة في خان يونس ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وجرح اثنين آخرين أحدهما في حال الخطر، كما استهدف الاحتلال المناطق المفتوحة القريبة من المباني السكنية في شمال غزة بحجة أنها تستخدم لإطلاق الصواريخ. * كما علم أن شهيدين قد سقطا في اشتباكات بين جنود الاحتلال ورجال المقاومة في حي الزيتون جنوب القطاع، واستمر القصف الجوي على منطقة خزاعة حيث قامت قوات الاحتلال بتجريف عشرات المنازل. * وشهد يوم أمس تصعيدا في هجمات القوات الإسرائيلية على المناطق الشمالية للقطاع حيث حاولت الآليات الإسرائيلية التوغل على محاور تل الهوى وشرق جباليا وحي الزيتون والكرامة والسودانية، الا انها جُوبهت بمقاومة شرسة مما دفعها إلى التراجع. ونقل عن فصائل المقاومة أن 18 جنديا إسرائيليا جرحوا في هذه المعارك أحدهم في حال الخطر. * لكن في اليوم التاسع عشر من الهجوم تحدث شهود عيان عن تراجع كثافة الضربات الجوية في مدينة غزة وشمال القطاع بالمقارنة مع الليالي الماضية. * وقتل فلسطيني وجرح نحو عشرين آخرين في غارة دمرت منزل في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، حسبما ذكر أطباء وشهود عيان. * وقالت مصادر فلسطينية إن "دبابات تطلق النار على المقاتلين الفلسطينيين الذين يردون بقاذفات الصواريخ التي يحملونها". * وأضاف "هناك إطلاق نار كثيف من الجانبين". ولم تذكر اي أرقام تتعلق بحصيلة هذه المعارك. * وقتل في اليومين الاخيرين في قطاع غزة أكثر من مئة شهيد مما يرفع حصيلة الضحايا الفلسطينيين الى 975 شهيد على الاقل وأكثر من 4400 جريح منذ بدء الهجوم الاسرائيلي، حسبما ذكر مدير خدمات الطوارئ في غزة معاوية حسنين. في المقابل قتل عشرة عسكريين وثلاثة مدنيين اسرائيليين. * ومساء الثلاثاء شن الطيران الاسرائيلي غارات على شمال قطاع غزةوجنوبه أدت الى استشهاد ثمانية فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في أحد شوارع جباليا. * في الوقت نفسه، قال شهود إن القوات الخاصة الاسرائيلية تقدمت مئات الامتار بعد معارك مكثفة، داخل بعض أحياء مدينة غزة من بينها حي الزيتون..الا أنها اضطرت للتراجع بسبب المقاومة المستميتة. * وفي الجنوب، قالت منظمة كير غير الحكومية ان القصف الجوي العنيف لمدينة رفح على الحدود مع مصر دفع مئات السكان الى الشوارع بحثا عن ملاجىء. وقد تواصلت عمليات القصف هذه طوال الليل.