ووريت ظهر الإثنين، التراب، جثث ضحايا المجزرة الدموية الإرهابية التي تعرّض لها 04 من أعوان الحرس البلدي مغرب الأحد، على مستوى الطريق الرابط بين بلدية بوعيشون ودشرة "عين بلخير" من منطقة "واد الحامول" التابعة لها وغير بعيد عن مسلك الطريق الوطني رقم 62. وقد أجمع كل من حضر إلى مقبرة "عين بلخير" ومقبرة البرواڤية لتوديع الضحايا على شناعة وبشاعة التنكيل الذي تعرضت له جثثهم بالأسلحة البيضاء والسواطير من قبل الإرهابيين الذين قاموا بتصفيتهم بالرصاص، في كمين نصبوه بأحد المنعرجات المعزولة من الطريق المذكور، وانهالوا عليهم بالسواطير والأسلحة البيضاء لقطع حبل الحياة عمن بقي يصارع طلقات الرصاص من هؤلاء الأعوان، تاركين خلفهم جماجم مهشمة وجثثا صعب على ذوي الضحايا التعرّف عليها من شدة التشويه بعد أن لاذوا بالفرار. وعلقت مصادر متابعة للوضع الأمني بولاية المدية على الطريقة الوحشية التي قتل بها الضحايا بأنها تبن واضح للمنهج الدموي والقتل الجماعي الذي كانت تمارسه الجماعة الإسلامية المسلحة من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقود فصيلة بولاية المدية "مدني لسلوس" المدعو (عاصم) المتهم رقم 01 بالضلوع في ارتكاب مجزرة أول أمس. ويندرج هذا التوجه الجديد لتنظيم القاعدة حسب ذات المصدر في إطار نفسية اليأس المتولدة عن الإحساس بالعزلة وعدم الفعالية وسط إرهابيي التنظيم إثر التضييقات والتشديدات الأمنية التي باتت مصالح الأمن المشتركة تفرضها على التنظيم في معاقله الأساسية بكل من مناطق "دراق" و"أولاد هلال" الواقعة على الحدود بين ولايات المدية وتيسمسيلت وعين الدفلى.ولم يخف أحد أقارب الضحايا، اتهامه المباشر لتنظيم القاعدة الذي يضم بعض أبناء المنطقة بالوقوف وراء العملية التي قال بأنها عملية ثأرية من قبل الإرهابيين ضد أعوان الحرس البلدي الذين أسقطوا 03 إرهابيين سنة 2007 إثر مجزرة منطقة واد الحامول التي راح ضحيتها أزيد من 10 مواطنين وكان من بين الإرهابيين المقضي عليهم آنذاك شقيق أحد الإرهابيين النشطين الآن ضمن تنظيم القاعدة الذي يقوده عاصم بولاية المدية. الضحايا كانوا عائدين إلى مفرزة الحرس البلدي بعد أن اشتروا المؤونة لزملائهم صرّح عدد من أقارب وزملاء الضحايا للشروق، أن الإرهابيين باغتوا الضحايا في كمين نصب لهم بعد ترصدهم إثر عودتهم من عاصمة بلدية بوعيشون الواقعة جنوب غرب ولاية المدية، التي قصدوها للتموّن بالمواد الغذائية الأسبوعية اللازمة لمفرزة الحرس البلدي الواقعة بدشرة "عين بلخير" من منطقة الحامول. وقد عثر بجيوب بعضهم على كميات من الحلوى كانت موجهة لأطفالهم على عادة سكان الأرياف في العودة من كل عملية تسوّق، كما عثر بجيب واحد منهم على المبلغ الكامل لأجرته الشهرية المقدرة ب 18000 دينار جزائري ويبدو أنه قام بسحبها من المركز البريدي لبلدية بوعيشون عشية اغتياله. قائمة ضحايا المجزرة حمديني عبد القادر، 46 سنة، متزوج وأب لأطفال، دفن في مقبرة عين بلخير.حمديني زروق (ابن عم عبد القادر)، 44 سنة، متزوج وأب لأطفال، دفن في مقبرة عين بلخير.زروقي محمد، 44 سنة، متزوج وأب لأطفال، دفن في مقبرة عين بلخير.حرزلي محمد، 38 سنة، متزوج وأب لأطفال، دفن في مقبرة البرواڤية.