كشف أحد الناجين من مجزرة قرية فليح ببلدية تيفرة، الموجود حاليا بمستشفى سيدي عيش تحت العناية الصحية، أن عدد الإرهابيين الذين نفذوا عملية الإغتيال التي راح ضحيتها سبعة من عناصر الباتريوت، يفوق العشرين فردا انقسموا إلى عدة مجموعات، تولت تصفيتنا بسرعة ،بعد انفجار القنبلة التي وضعت بالطريق البلدي، وقال المقاوم الذي رفض الكشف عن هويته، أن الجماعة الإرهابية قد خططت بإتقان لتنفيذ المجزرة، بعدما ترصدوا مرور السيارة النفعية التي تقل المقاومين المكلفين بتأمين شركة تركية مكلفة بأشغال مد شبكة الطاقة من الضغط العالي، ويعتقد محدثنا الذي وجدناه في حالة نفسية متدهورة، أن الإرهابيين قد تسللوا في نفس اليوم إلى المنطقة، قادمين من تيزي وزو، وكانت تبحث عن الدعم اللوجستيكي والمؤونة. وذكر من جهة أخرى؛ أنه نجا رفقة مقاوم آخر بأعجوبة من الموت، بعد تعرض القافلة لإطلاق كثيف من الرصاص برشاشات كلاشنيكوف من كل الجهات. "النهار" تنقلت إلى المؤسسة الإستشفائية بسيدي عيش، لترصد وقائع الحادث وهناك إلتقينا بالضحية رقم ثمانية المدعو "أ. ل"، الذي كان على متن حافلة الموت، وهو في حالة يرثى لها، بعد أن فقد اثنين من إخوته، وكاد أن يفقد حياته، حيث راح يسرد لنا تفاصيل الحادث قائلا : "بينما كنا في الحافلة متوجهين إلى بيوتنا في حدود الساعة الرابعة، وعند منعرج في قرية إفليح التابعة لبلدية تيفرة، فوجئنا بكمين أعد لنا من طرف مجموعة من الإرهابيين بحيث كنا نسلك الطريق الرئيسي، بينما كانوا هم في أعالي المرتفع مختبئين وإنهالوا علينا بالرصاص، حتى توفي كل من في الحافلة، أما أنا ألقيت بنفسى من على متن الخافلة لأسقط بمنحفض باتجاه الوادي"، ليتنقل بعد ذلك وهو يصارع جروحه إلى عناصر الأمن ويتم نقله على وجه السرعة للمستشفى علمنا أنه تم نقل أربعة ضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى سيدي عيش بينما نقل الثلاثة الآخرين إلى مصلحة حفظ الجثث بولاية بجاية. ومن بين الضحايا المدعو "أ.س" في الحمسينات من العمر، متزوج وأب لأطفال، و"أ. ر" حوالي سبعة وثلاثين عاما من قرية إمغداسن و "ح.م" في الأربعينات من عمره، وكلهم متزوجون وهم ينحدرون من بلدية أكفادو، بينما المدعو "ح-مجيد" و "ح.عبد العزيز" و "ج. محمد العربي" من بلدية شميني و"حمو. ط" من طيبان، لتبلغ بذلك الحصيلة الدموية سبعة أشخاص. جنازة الشهداء السبعة ستشيع اليوم أكد مصدر محلي؛ أن ضحايا مجزرة قرية أفليح التي وقعت أول أمس سيوارون التراب اليوم، بحضور السلطات العسكرية والمدنية وممثل عن وزير الداخلية، ومعلوم أن أحد ضحايا هذه العملية الرهيبة المدعو "ط.عبد العزيز" هو شقيق مدير مستشفى سيدي عيش، الذي كرس حياته للقضاء على الإرهاب، مضحيا بنفسه كعربون محبة للوطن. وقالت مصادر محلية؛ أن الحركة الجمعوية بالمنطقة بصدد تقديم عريضة لممثل الحكومة اليوم، تتعلق بمحاربة ما تبقى من أتباع الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وهددوا بفرض حصار شعبي على غابات المنطقة، لدفع الدمويين على التراجع.