شيعت، ظهر أول أمس، جنازة الشرطيين إلى مثواهما الأخير بمقبرتي البلاحتة ببلدية بيضاء برج، ومقبرة شبشيب بعين ولمان، بعد أن وافتهما المنية في عملية إرهابية مسلحة رفقة 6 أعوان أمن وأستاذين بولاية بومرداس• وحضر تشييع الجنازة السلطات العسكرية والمدنية في جو مهيب مفعم بالحزن والأسى وسط تعزيزات أمنية مشددة• ففي مدينة عين ولمان، تنقلت جموع غفيرة تمثل مختلف فئات المجتمع إلى مقبرة ''شبشيب'' لتوديع شهيد الواجب، نوي عمر، الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 28 سنة، ويعد أكبر أفراد أسرته الفقيرة والمتكونة من 7 أفراد، وشهدت مقبرة البلاحبة هي الأخرى ببلدية بيضاء برج، جنوبسطيف، توافد الكثير من محبي وأصدقاء عيواز ميهوب لتوديعه في جو مهيب• حافظ، كما يدعوه أهله وأصدقاؤه يبلغ من العمر 31 سنة، كان يحضر لحفل زفافه، قام بجميع الإجراءات بما فيها الخطوبة، غير أن القدر اختار له الوفاة قبل الزواج• يذكر أن الضحيتين استهدفا ضمن موكب في كمين إرهابي، حيث كانوا في مهمة نقل أوراق امتحانات المرشحين لامتحان شهادة التعليم الإبتدائي بتمزيرت بولاية بومرداس، وفي طريق العودة من مركز الامتحان، تم تفجير قنابل تقليدية على طول مسلك الموكب بأحد المنعرجات بالمكان المسمى تماسات، ما جعل سيارة الشرطة الأمامية تنحرف ليبدأ الدمويون بعدها بإطلاق الرصاص على الجميع وبصفة عشوائية، وبعد مقاومة باسلة لأفراد الشرطة لم تتوقف إلا بعد نفاد الذخيرة ليقوم بعدها الإرهابيون بإضرام النار في سيارة الشرطة، ما أدى إلى حرق ركابها واغتيال إثنين من أفراد الشرطة ذبحا واستولوا على أسلحة الضحايا• وحسب زميل أحد الضحايا، الذي اقتربت منه ''الفجر''، فإن العملية نفذت في حدود الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء، حيث تفاجأ أعوان الأمن رفقة الأساتذة الذين كانوا في مهمة نقل أوراق امتحان شهادة التعليم الإبتدائي بضواحي بلدية تيمزريت، على بعد 40 كلم عن مقر ولاية بومرداس، بانفجار قنبلة في طريقهم، وعقب الانفجار وقع اشتباك عنيف بين أعوان الأمن الثمانية وعناصر الجماعة الإرهابية، الذين كان يفوق عددهم الأربعين إرهابيا، حسب المتحدث• وقد تمكنت الجماعة المسلحة من قتل جميع الأعوان، ثم أقدموا على التنكيل بجثثهم ولاذوا بالفرار إلى أعالي الجبال المجاورة، بعد أن جردوا الضحايا من أسلحتهم•