الصهاينة لم يكفهم هذا الدمار استبقت إسرائيل زيارة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إلى المنطقة وصعدت من عملياتها في قطاع غزة الذي كان قد تعرض لعدوان وحشي خلال الأسابيع الماضية. فقد قصفت طائرات إسرائيلية أمس الأربعاء أنفاقا على الحدود بين قطاع غزة ومصر بحجة أنها تستخدم لتهريب السلع والأسلحة. * جاء ذلك بعد ما هددت إسرائيل "بالتحرك" في القطاع غزة ردا على مقتل أحد جنودها في تفجير عبوة ناسفة. وفيما عقدت الحكومة الأمنية الإسرائيلية صباح الأربعاء اجتماعا لمناقشة، رد إسرائيلي أوسع على هذا الهجوم، ألغى وزير الدفاع ايهود باراك زيارته إلى الولاياتالمتحدة بسبب "التوترات في قطاع غزة". وكان مقررا أن يتوجه ايهود باراك مساء الأربعاء إلى واشنطن للالتقاء بنظيره الأمريكي روبرت غيتس وغيره من المسؤولين. * وتحدث الشهود عن انفجار قوي ناتج عن إلقاء قنبلة أو إطلاق صاروخ عند الحدود. وقد أدى القصف إلى فرار سكان رفح مذعورين من منازلهم. ولم ترد تقارير عن إصابات، وقال الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت عددا كبيرا من الأنفاق أثناء العدوان الذي شنه على قطاع غزة على مدى 22 يوما وانتهت في وقت سابق من هذا الشهر بعد ما أدى إلى استشهاد حوالي 1300 فلسطيني.. وتعتبر إسرائيل أن الإنفاق تستعمل لتهريب الأسلحة إلى غزة ومن بينها الصواريخ التي تطلق على جنوب إسرائيل، ولكن أيضا لنقل سلع أخرى بهدف الالتفاف على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ 2007. * وتأتي الضربة الجوية ردا فيما يبدو على هجوم شنه نشطاء في غزة الثلاثاء على مركبة عسكرية إسرائيلية أصيبت بعبوة ناسفة أثناء قيامها بدورية على الحدود مع قطاع غزة مما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. * وقتلت ضربة جوية إسرائيلية عقب ذلك الهجوم فلسطينيا على دراجة نارية، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت في مواقعها على الانترنت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت قوله في أن تلك الضربة كانت رد فعل أولي وان رد إسرائيل الكامل لم يحدث بعد. * ومن جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الأربعاء أنها أطلقت ثلاث قذائف هاون على دورية إسرائيلية توغلت شرق المغازي وسط قطاع غزة، للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار. وقالت كتائب القسام في بيان أنها "تعلن مسؤوليتها عن المهمة الجهادية بقصف ثلاث قذائف هاون على قوة صهيونية خاصة متوغلة شرق المغازي". وأضافت أن ذلك "يأتي في إطار التصدي لمحاولات التوغل الصهيونية داخل أراضي قطاع غزة وردا على الجرائم والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق أبناء شعبنا وردا على الحصار الظالم المتواصل". وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي علق الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من القاهرة أمس الأربعاء "أهمية كبرى" على "تمديد وتثبيت" وقف إطلاق النار في قطاع غزة. * ووصل ميتشل الذي عينه الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أيام موفدا للشرق الأوسط، الثلاثاء إلى القاهرة في أول محطة من جولة يقوم بها في المنطقة وأوروبا. وزار جورج ميتشل أمس الأربعاء رام الله وتل أبيب، حيث التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والمسؤولين الإسرائيليين في القدسالمحتلة. وقال عباس تعليقا على التصعيد الإسرائيلي "اليوم أصبحت لدينا قناعة أكثر رسوخا، خاصة بعد العدوان على قطاع غزة، بأن إسرائيل لا تريد السلام ونحن سنقول ذلك لكل من يأتينا". * ومن جهة أخرى، دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة جون هولمز إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر مع قطاع غزة بدون تأخير للسماح بدخول المساعدات الدولية إلى السكان بعد الحرب المدمرة التي استمرت 22 يوما. وفي كلمة اطلع فيها مجلس الأمن الدولي على زيارته الأخيرة لقطاع غزة وإسرائيل، قال هولمز أن "إسرائيل تتحمل مسؤولية خاصة، بوصفها قوة محتلة بسبب سيطرتها على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، في احترام بنود القانون الإنساني الدولي ذات الصلة". وقال أنه من المهم جدا أن تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات جديدة على الفور لإعادة فتح المعابر. * وشدد على ضرورة تحسين ظروف عيش نحو مليون ونصف مليون شخص في غزة للحؤول دون إضافة المزيد من المآسي للسكان، وتجنب إفشال الجهود لإيجاد حل دائم للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. واستشهد أكثر من 1300 فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي المدمر الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة وانتهى في 18 جانفي.