صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من عدوانها بالاراضي الفلسطينية متحدية بذلك كل الاعراف والمواثيق الدولية في الوقت الذي يتواجد فيه كل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمبعوث الامريكي إلى الشرق الاوسط جورج ميتشيل بالمنطقة في محاولة جديدة منهما لتحريك عملية السلام المتعثرة. فقد أكدت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الإحتلال الإسرائيلي قصفت مجموعة من سكان جنوب شرق مدينة غزة. ونقلت تقارير إعلامية عن ذات المصادر قولها ان دبابات الاحتلال الجاثمة على الحدود الشرقية للقطاع إستهدفت بقذيفتين عددا من الفلسطينيين شرق منطقة جحر الديك جنوب شرق المدينة. كما فتحت آليات الاحتلال النار بشكل عشوائي ومكثف صوب منازل وممتلكات الفلسطينيين شرق وشمال محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. واستشهد شاب فلسطيني فجر الأحد متأثرا بجروح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية في قرية عراق بورين جنوب نابلس. وذكرت وكالة الأنباء الفلسيطينية أن الشهيد الذي يبلغ من العمر 17 عاما أصيب برصاص قوات الاحتلال خلال الاشتباكات التي جرت بالقرية. وكانت قوات الاحتلال قد صعدت من عدوانها خلال اليومين الماضيين مستهدفة مناطق متفرقة من القطاع أسفرت عن إصابة عشرات المواطنين وإلحاق أضرار مادية في المنازل والممتلكات. وأكدت تقارير اخبارية السبت ان قوات الاحتلال الاسرائيلي منعت المقدسيين من التظاهر ضد تهويد مدينة القدس وكذا نصبت عددا من الحواجز على أبوابها والحاجز العسكري قرب مخيم شعفاط وسط مدينة القدسالمحتلة وفي ظل استمرار المواجهات بين جنود الاحتلال وسكان المخيم. وأشارت التقارير نقلا عن مصادر فلسطينية الى أن مواجهات دارت بين قوات الاحتلال الاسرائيلي والفلسطينيين الذين رشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة بينما أطلق الجنود كما كبيرا من القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والعيارات النارية على الفلسطينين. وفي خضم العدون الاسرائيلي المتواصل بالاراضي الفلسطينية أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شرع في زيارة الى قطاع غزة استمرار الحصار التي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة ووصفه بالغير المقبول. وقال السيد بان كي مون في مؤتمر صحفي عقده في خان يونس جنوب قطاع غزة عقب تفقده مشروعا إسكانيا تنفذه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''أونروا'' في المدينة أن ''سياسة الحصار تسبب الكثير من المعاناة والمصاعب في حياة الشعب الفلسطيني''. وقال في هذا الصدد أنه ''شيء محبط أن ترى مثل هذا الدمار في غزة وعدم القدرة على البناء''. وفي اطار الجهود الدولية لمتابعة التطورات بالمنطقة يتواجد ايضا بالمنطقة جورج ميتشيل المبعوث وذكرت مصادر اعلامية ان السيد ميتشيل سوف يلتقي خلال زيارته القادة الفلسطينيين والاسرائيليين في محاولة له لجمع الطرفين الى طاولة المفاوضات المتعثرة بسبب سياسة التعنت الاسرائيلية. واضافت المصادر أنه من المقررأن يتوجه ميتشيل بعد زيارته الى القدسالمحتلة إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية اليوم الأثنين للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكان ميتشيل قد صرح السبت قبل توجهه الى الاراضي المحتلة ''أن أفضل سبيل للمضي قدما في الشرق الاوسط هو تشجيع الطرفين الرئيسيين على الدخول في مفاوضات مباشرة للتوصل الى اتفاق يؤدي الى تحقيق سلام في المنطقة''. ويعول الجانب الفلسطيني على الموقف الامريكي الذي يراد أن يكون ايجابيا ويلزم اسرائيل بالانصياع الى قرارت الشرعية الدولية. وقال في هذا الصدد السيد نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في تصريح لصحيفة ''الأيام'' الفلسطينية أن السيد ميتشل سيطلع الرئيس عباس على الموقف الامريكي بخصوص التطورات الجارية لدفع جهود المحادثات السياسية مع إسرائيل. وشدد أبو ردينة على أن الموقف الفلسطيني سيتحدد بعد الاستماع من الجانب الامريكي عن تصوره للعودة الى تحريك الامور. وأكد أبو ردينة أنه بغض النظر عن الرد الاسرائيلي فان العودة إلى المفاوضات أصبح قرارا فلسطينيا عربيا ولا بد من الالتزام بوضوح بالغاء قرارات الاستيطان والالتزام بالضوابط التي وضعتها المجموعة العربية والتي تنسجم تماما مع خارطة الطريق ومع الشرعية الدولية. واضاف ان الطريق الى المفاوضات غير المباشرة يجب ان تترافق مع قرارات اسرائيلية واضحة وبضمانات امريكية ملزمة للجانب الاسرائيلي حتى لا تتكرر الاستفزازات الاسرائيلية مرة اخرى. بدوره قال السيد صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ''نحن ننتظر ان نسمع من الجانب الأمريكي ما لديهم من إجابات في الاجتماع الذي سيعقده السيد ميتشل مع الرئيس عباس''. ومن المقرر أن يجتمع المبعوث الامريكي اليوم مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبيل توجه الاخير الى الولاياتالمتحدة للقاء مع الرئيس الامريكي باراك اوباما.