أثار تعيين مديري الحملة الانتخابية الخاصة برئيس الجمهورية على مستوى الولايات حالة من التوتر والمشاحنات بين الأرندي والأفلان، الذي يتهم حليفه في الإئتلاف بالاستحواذ على أهم الولايات، مما استدعى تدخل الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم شخصيا الذي طالب من سلال مدير الحملة الانتخابية بتقديم تبريرات واضحة حول خلفية تلك التعيينات. * * * بلخادم يستدعي سلال شخصيا لإبلاغه احتجاج الأفلان * * وتسود حالة من الغضب والتوتر داخل الحزب العتيد الذي شعر بكثير من التهميش أثناء عملية تعيين المديرين الولائيين الذي سيشرفون على تنشيط الحملة الانتخابية لصالح رئيس الجمهورية، خصوصا بعد الاطلاع على القائمة المبدئية التي ضبطتها مديرية الحملة والمتضمنة أسماء الشخصيات التي ستتولى إدارة الحملة على مستوى ال 48 ولاية، فقد تبين بأن الولايات الكبرى التي لديها كثافة سكانية معتبرة قد عادت جميعها للتجمع الوطني الديمقراطي من بينها عنابة وقسنطينة ووهران والعاصمة. * وما لم تستسغه قيادة الأفلان هو حرمانها من تولي إدارة الحملة في الولايات التي فازت بها بأغلبية مقاعد مجالسها المنتخبة، وهو ما أثار حفيظة عبد العزيز بلخادم الذي سارع فور عودته من القمة الإفريفية المنعقدة بأديس ابابا إلى استدعاء عبد المالك سلال، لإبلاغه احتجاجا رسميا بشأن عدم رضا الحزب العتيد على المقاييس أو المعايير المعتمدة في تعيين المديرين الولائيين للحملة الانتخابية. * كما رفض الأمين العام للأفلان بشدة أن يتم إقصاء حزبه من تشكيلة هيأة الإدارة العامة للحملة الانتخابية التي يرأسها سلال، وضمت في تشكيلتها عبد السلام بوشوارب وحمراوي حبيب شوقي وعبد القادر خمري وكذا عمارة بن يونس، مصرا على ضرورة إعادة النظر في هذه التعيينات التي أضرت في تقديره بمكانة تشكيلته. * وينفي الأرندي جملة وتفصيلا صحة هذه الاتهامات، مؤكدا على لسان ناطقه الرسمي ميلود شرفي، بأن حزبه لم يفز سوى بعشر ولايات فقط رفض الكشف عنها، في حين أن أزيد من 22 ولاية عادت للأفلان، قائلا: "ليس لنا دخل في تعيين مديري الحملة، فقد اتصلت الهيأة المديرة بالأسماء التي نشطت انتخابات 2004، بعد أن تم تقييم عملها، وقررت تعيينهم على رأس الولايات"، والمهم في تقديره هو نجاح الحملة. * في حين عمدت حركة مجتمع السلم تجاهل تهميشها في تنشيط الحملة، فقد اقتصر حضورها على عدد من الولايات الجنوبية والبعيدة من بينها تندوف والمسيلة، وفي تقدير عضوها القيادي عبد الرحمان سعيدي فإن"أحزاب التحالف ليست بحاجة إلى صراعات وإنما إلى تنافس في الميدان، وإنجاح الحملة واستقطاب أكبر عدد من الناخبين إلى صناديق الاقتراع".