من المرتقب أن ينزل الرئيس بوتفليقة لغالبية ولايات الوطن، كمرشح لرئاسيات الربيع القادم، قصد تنشيط حملته الانتخابية شخصيا، وفيما سيشرف قادة التحالف الرئاسي على تجمعات شعبية بكامل ولايات الوطن، وفق رزنامة تحدد في أعقاب إعلان بوتفليقة لترشحه، ستشكل خمسة محاور أساسية صلب الخطاب الانتخابي ويتعلق الأمر بالبطالة والمصالحة الوطنية والصحة والتربية، بالإضافة إلى الفلاحة، وهي في مجملها الاهتمامات الرئيسية والقاسم المشترك بين كل المواطنين على اختلاف مستوياتهم. * * * المصالحة الوطنية، البطالة، الصحة، التربية، الفلاحة، روح الخطاب الانتخابي * وحسب ما أكده أحمد أويحيي الوزير الأول، ورئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، لشريكيه في التحالف الرئاسي، وقيادات الأحزاب الثلاثة المشاركة في اجتماع عشية الأربعاء بالمقر المركزي لحزب جبهة التحرير الوطني، فإن رئيس الجمهورية سيزور ضمن حملته الانتخابية الغالبية القصوى من ولايات الوطن وسينشط شخصيا التجمعات التي ستنظم بهذه الولايات التي جار العمل لتحديدها، إذ أنه فضل أن يقابل الناخبين وجها لوجه، حتى يقطع تعهدات جديدة بين أيديهم، بعيدا عن سياسة "التفويض" و"الإنابة" التي سيتكفل بها كلا من أمين عام الآفلان عبد العزيز بلخادم، وأمين عام الأرندي أحمد أويحيي، ورئيس حركة حمس أبو جرة سلطاني في الولايات التي لن يزورها. * وحسب ما تسرب من الاجتماع المغلق للتحالف الرئاسي، فإنه تقرر إرجاء الحديث عن برنامج مرشح التحالف، والتنظيمات الجماهيرية الثماني إلى ما بعد توقيع الرئيس على أمرية استدعاء الهيأة الناخبة وإعلانه ترشحه، فيما تداول قادة التحالف المقترحات التي يجب أن تشكل روح وصلب خطاب الحملة الانتخابية، ومن المرتقب إذا صحت معلومات مصادرنا أن يتم التركيز على خمسة محاور أساسية تمثل في جوهرها الانشغال الرئيسي والأساسي لكل المواطنين على اختلاف فئاتهم ومستوياتهم، ويتعلق الأمر بموضوع المصالحة الوطنية الذي سيأخذ الحيز الأكبر في خطاب الحملة على خلفية الأهمية القصوى لعامل الأمن والاستقرار في تحقيق التنمية وتحسين المستوى المعيشي للمواطن، فيما سيشكل موضوع البطالة المحور الثاني للخطاب، وهذا بالنظر لأهمية الموضوع عند شريحة الشباب وهي الشريحة الأوسع ، كما أنها الشريحة الأقدر على الحسم في النتائج. * أما المحاور الباقية فتتعلق بموضوع الفلاحة، وذلك لما تمثله من أهمية في الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي وضرورة التحرر من قبضة التبعية للخارج في هذا المجال، وكذا مجال التربية والصحة العمومية، وإن شكلت هذه المحاور صلب النقاش، فإن المؤكد أن إدارة الحملة الانتخابية التي يروج بقوة أنها أوكلت إلى وزير الموارد المائية عبد المالك سلال، ستضفي تعديلات جديدة على محاور الخطاب الانتخابي، كما ستتكفل بكشف محاور البرنامج الانتخابي للرئيس، وإن كانت كل المؤشرات تؤكد أنه سيكون بمثابة برنامج تكميلي لمسار التنمية والبرامج التي شهدت الانطلاقة خلال العهدة الثانية، خاصة وأن الرئيس أمر وزراءه خلال جلسات الاستماع بتسطير برنامج لمرحلة 2009 - 2014. * كما اتفق قادة التحالف، على استغلال كل المناسبات الوطنية والمنابر التي توفرها هذه المناسبات، لتعبئة الوعاء الانتخابي وتجنيد الناخبين، وفي هذا السياق سيصدر رؤساء أحزاب التحالف تعليمات هذا الأسبوع توجه لقواعدها قصد تجنيد الناخبين والتركيز على العمل الجواري، وذلك بعد أن بدأ هاجس ومخاوف المقاطعة يتسلل إليهم، وعلى نقيض ما كان منتظرا من تعيين مندوبين ولائيين للحملة، فإن ذلك لم يتم من باب أن ذلك يدخل صمن صلاحيات مديرية الحملة الانتخابية. * وحسب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني فإن فوج العمل الذي تم تشكيله مؤخرا، قدم مشروع برنامج يخص التحضير للانتخابات القادمة، يتضمن جانبين، الأول يتعلق بتوعية المواطنين بضرورة التسجيل في القوائم الانتخابية، والثاني يتعلق بالعمل الجواري الذي يسمح للمناضلين والمناضلات في الأحزاب والمنتمين للتنظيمات الجماهيرية من أن ينتخبوا، كما تضمن برنامجا للحملة الانتخابية، واضاف ان مشروع البرنامج الذي اقترحه فوج العمل "يتعلق بمهرجانات، ولكن أيضا بتنظيم الحملة بالشكل الذي يسمح لمترشحنا بأن يلتقي بأكبر عدد من المواطنين والمواطنات في مهرجانات وفي عمل جواري"، موضحا ان هناك مهرجانات ستنظمها الأحزاب منفردة وأخرى تنظمها مجتمعة الى جانب تلك التي ينشطها المترشح نفسه على أساس ان يتطرق في كل لقاء الى موضوع من المواضيع، مشيرا الى ان مدير الحملة الانتخابية الذي سيعينه مرشح التحالف "هو الذي سينشط العمل المشترك بين كافة الأحزاب"، وإن تقرر بصفة مسبقة تقسيم المهرجانات الى خمس مجموعات للتمكن من تغطية كل التراب الوطني، وأن أحزاب التحالف ستقوم بدراسة "قضايا متعلقة بالشعارات التي سترفع والقضايا التي تلازم العمل الشعبي".