عثر السبت على جثة مهاجر افريقي يبلغ من العمر حوالي 25 سنة في عرض الصحراء حوالي 30 كلم جنوب غرب مدينة عين صالح، واكتشف جثته عامل لدى شركة صينية مكلفة بالمسح الجيوفيزيائي في المنطقة وهي في حالة تحلل شبه تام. وحسب الطبيب المعاين للجثة فإن المهاجر يكون قد توفي منذ ثلاثة أشهر تقريبا بعد أن تاه في الصحراء، وبذلك يرتفع عدد الجثث التي تم اكتشافها في ضواحي عين صالح في غضون سنة إلى أكثر من 7 جثث لجزائريين وأفارقة لقوا حتفهم عطشا وجوعا بعد أن تاهوا في الصحراء. وكانت أخر جثة عثر عليها أحد رعاة الإبل منذ أسابيع فقط في منطقة "أقبلي" بالقرب من إقليم أدرار لشاب جزائري من مواليد 1979 يعمل كسائق لدى شركة جزائرية مختصة في كراء عتاد حفر الآبار في عين صالح، وقد تاه في الصحراء بعد أن ضل الطريق الى إحدى الورشات وهو على متن سيارة من نوع تويوتا هيلوكس في أواخر شهر فيفري ولم يعثر عليه إلا بعد أكثر من شهر، حيث صارع الموت جوعا وعطشا لمدة 14 يوما، وقد أثار فقدانه حالة استياء كبيرة وسط السكان ومخاوف أيضا لدى العاملين في الورشات المعزولة في الصحراء، حيث صار من الوارد جدا أن يضيع أي شخص بمجرد خروجه عن الطريق المعبد بأمتار فقط.وقد تفاقمت ظاهرة الضياع في الصحراء خلال السنوات الماضية خاصة في المنطقة الواقعة بين مثلث أدرار، رقان وعين صالح، وهي أخطر الصحاري في العالم، حيث كان يطلق عليها مثلث النار بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها وندرة المياه والآبار واحتمالات العثور على أشخاص تائهين على قيد الحياة جد ضئيل إن لم يكن منعدما، فهناك عشرات الأشخاص من سكان المناطق الصحراوية لقوا حتفهم في الصحراء بعد أن فقدوا على بعد كيلومترات فقط من الطريق الوطني رقم واحد كما حدث مع أحد أئمة عين صالح والذي عثر عليه السنة الماضية ميتا على بعد 10 كلم شرق المدينة، كما أنه عثر منذ فترة على 22 جثة في ضواحي عين صالح لمفقودين ضلوا الطريق فماتوا موتا جماعيا بسبب العطش، أما المهاجرين الأفارقة فعددهم كبيرو حيث يتيهون في المناطق الجنوبيةالغربية لعين صالح بعد أن يتم نقلهم من طرف جزائريين إلى ضواحي المدينة ويتركونهم، حيث تتراءى لهم من بعيد أضواءها، لكنهم يضلون في الطرق الصحراوية وينتهي بهم الأمر في عرض الصحراء موتى.