الرئيس الأمريكي يعلن عن خطته للانسحاب من العراق بعد احتلال دام أكثر من خمس سنوات.. ويختار الرئيس الأمريكي أقرب الآجال لذلك _ ستة عشر شهرا- وفيما يلملم الجيش الأمريكي حوائجه ومعداته من قواعده العسكرية لم تتوقف المقاومة العراقية عن مطاردة قواته في الفلوجة والموصل وبغداد وفي كل مدن العراق توقع فيها خسائر فادحة.. * لم يكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يفعل ذلك إلا بعد أن اكتشف حجم الخسائر الكبيرة التي لحقت بأمريكا وجيوشها واقتصادها جراء هذه الحرب التي لفها الغموض منذ أيامها الأولى..فلقد تبين للأمريكان أن رئيسهم السابق ليس مجرما قط ولا غبيا فقط بل كذابا أشر ..ولقد أصبح واضحا حجم الكوارث التي تنتظر المواطن الأمريكي الذي يصبح مهددا في فرصة العمل ولقمة العيش والضمان الصحي .. بعد أن اكتشف الأمريكان أن أكثر من ثلثي الجنود الأمريكان العائدين من العراق يعانون من أمراض نفسية خطيرة. * ماذا حققت السياسة الأمريكية في العراق؟؟ لقد ضحك أصدقاء أمريكا وعملاؤها على صانع القرار الأمريكي وخدعوه عندما أكدوا له أن بإمكانه احتلال العراق وتسيير الأمور فيه بلا خسائر .. والتقى كذب العملاء مع غرور رئيس أحمق قذفت به الأقدار إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدة فكانت الحرب التي كان ضحيتها الأولى ملايين العراقيين ومؤسسات الدولة العراقية ثم جاءت الضحية الأخرى الانهيار الاقتصادي بأمريكا وتشتيت ملايين العمال الأمريكان وإلقائهم الى قوارع الطرق..ثم الموت والأمراض والهزائم تلحق بالجيش الأمريكي. * هاهو العراق يعود بعد الاجتياح الأمريكي قويا عنيدا وهو لم ينهزم على مدار السنوات الخمس وهاهي مقاومته تصد الإستراتيجية الأمريكية وتحبط مشاريعها في المنطقة..أما أصدقاء الأمريكان من طائفيين وليبراليين وأذلاء، هاهم يتراجعون ويفرون الى الخارج بزوجاتهم والأموال التي نهبوها ويسكن المتبقي منهم المنطقة الخضراء المحصنة بقوات أمريكا..وهاهي وعود أمريكا كلها تذهب هباء منثورا..فلا حريات ولا ديمقراطية ولا شفافية بل طائفية مقيتة وجرائم حرب طائفية يرتكبها الجعفري والمالكي والحكيم ضد الشعب العراقي..ومقابر جماعية ومآس في السجون وإعدامات بالجملة..ثم تأتي انتخابات المحافظات لتشهد انحسار العملية الانتخابية الى 35 % من الشريحة التي لها الحق بالتصويت وتشهد هذه العملية الضعيفة عجز الأحزاب الطائفية عن الفوز. * المقاومة العراقية الباسلة التي لم تعترف بشرعية الاحتلال ولم تلتق معه في نصف الطريق تتحرك اليوم لفرض واقع جديد..وعندما تنسحب أمريكا من العراق سيكون كثير من عملاء أمريكا على نفس الطائرات .. المقاومة العراقية ستعرف أين تضع المرتزقة الذين سوقوا للعدوان على العراق، فالشعوب عندما تنتقم فإن بأسها شديد.