انسحبت الاثنين من جوان القوات الأمريكية من العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية يعقبها انسحاب كامل من هذا البلد بحلول 2011 بعد احتلال دام ست سنوات ، وذلك في إطار الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن والتي كان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد وقعها قبل رحيله عن البيت الأبيض. * وقررت الحكومة العراقية نشر 120ألف عسكري من قوات وزارتي الدفاع والداخلية في العاصمة لحفظ الأمن، تحسبا لأي عمل قد يصاحب عملية الانسحاب ،حيث تتخوف السلطات العراقية وكذلك الأمريكية من هجمات قد تستهدف قوات الاحتلال وهي تغادر مواقعها في المدن. * كما جرى تشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء بغداد ، حيث أغلقت قوات الجيش والشرطة الطرق وفتشت السيارات تفتيشاً دقيقاً. وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف مساء السبت أن جميع القوات وضعت في حالة إنذار بعد إلغاء إجازاتها ونزولها إلى الشارع بنسبة 100 في المائة في جميع أنحاء العراق. وأشار خلف إلى أن وزارته تتوقع زيادة في عدد الهجمات من جهات لا تريد للأمريكيين أن يغادروا، موضحاً أن قوات الأمن اتخذت تدابيرها الخاصة تحسباً لذلك. وقتل خمسة عناصر من الشرطة العراقية واحد عناصر الأمن الكردية الاثنين في انفجار سيارة مفخخة كانوا يحاولون تفكيكها في منطقة الحمدانية في الموصل شمال العراق. * ورغم تفاؤل المسؤوليين الحكوميين بقدرة القوات العراقية على سد الفراغ الذي ستتركه القوات الأجنبية ، إلا أن المراقبين لأوضاع هذا البلد يشككون في ذلك بسبب ضعف الأجهزة الأمنية العراقية وافتقادها للعدة والأسلحة الكافية وكذلك افتقادها للخبرة في مجال الاستخبارات وجمع المعلومات ،بالإضافة إلى ذلك ما تزال الانشقاقات بين السياسيين حول الملف الأمني وملف المصالحة الوطنية . * وتجدر الإشارة إلى أن بنود الاتفاقية الأمنية بخصوص انسحاب القوات الأمريكية من المدن والبلدات تتيح للسلطات العراقية الاستعانة بهذه القوات عند الحاجة وبعد طلب رسمي بهذا الخصوص. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد حيث دعا في تصريحات له السبت العراقيين بمختلف طوائفهم إلى التضامن من أجل سد الطريق أمام أعمال العنف التي قد يجد أصحابها في الانسحاب الأمريكي فرصة لإثارة الأوضاع الأمنية في البلاد. وبدورها جبهة التوافق حذرت من قيام "عناصر إرهابية" بمحاولة تعطيل الانسحاب الأمريكي من المدن والبلدات العراقية. وحسب قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو فان العراقيين "جاهزون" لتولي امن المدن بعد الانسحاب ،ووصف هذا الجنرال في تصريحات صحفية "الوضع الأمني في العراق ب "الجيد "، معتبرا أن الوقت مناسب للانسحاب . وأكد الجنرال اوديرنو أن 131 ألف عسكري أمريكي ما زالوا منتشرين في العراق .. وبخصوص المخاوف التي تنتاب الأمريكيين بعد انسحاب قواتهم من المدن ،حيث يقولون أنهم يخشون من تمدد إيراني ، دعا وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الثلاثاء دول الخليج إلى دعم الحكومة العراقية للتصدي لمساعي "زعزعة الاستقرار" في العراق. وقال غيتس متحدثا إلى وزراء الدفاع من عدد من دول الخليج انه "إذا تم احتضان العراق بين جيرانه في الخليج، فان ذلك سيساعد على احتواء طموحات إيران" .. * وتواجه العديد من المدن تحديات أمنية كبيرة من بينها بغداد والموصل وديالى وكركوك التي تشهد أعمال عنف شبه يومية أسفرت في الأسابيع القليلة الماضية عن مصرع وإصابة المئات . و في محافظة كركوك على وجه التحديد ، قال محمد خليل الجبوري رئيس "كتلة القائمة العربية" أن "عرب كركوك متخوفون من بسط أجهزة أمنية تعمل لصالح أحزاب سياسية سيطرتها في كركوك بعد انسحاب القوات الأمريكية" في إشارة إلى قوات البشمركة والاسايش الكردية المنتشرة في كركوك. * وينتشر 12 ألف عسكري من قوات الجيش العراقي، في محافظة كركوك، معظمهم خارج المدينة. ويذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد بسحب جميع الوحدات الأمريكية المقاتلة من العراق بنهاية أوث 2010 والإبقاء على مابين 35 إلى 50 ألف عسكري أمريكي بعد ذلك التاريخ لتدريب القوات العراقية وحماية المصالح الأمريكية، على أن يتم الانسحاب الشامل بنهاية عام 2011 وفق ما نصت عليه الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.