"هذا السيف كان جدي الشيخ بوعمامة يحارب به... أسلّمه لك أمانة في عنقك لتعدل به"، بهذه العبارة استقبل حفيد بطل مقاومة أولاد سيد الشيخ، الحاج معمر بن الطيب بن الشيخ بوعمامة، 91 سنة. رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أثناء زيارته للبيض سنة 1999 وسلمه السيف الشخصي الموروث عن جده الشيخ بوعمامة بمشاعر جياشة وسط أجواء احتفالية كبيرة. حينها لم يكن يدرك الحاج معمر بأنه سيأتي عليه يوم يتسلم فيه إعذارا من المحضر القضائي بالبيض يطالبه فيه بإخلاء السكن الوحيد الذي منح له منذ سنة 2000 وليس له أي عقار غيره، بعدما انتقل إلى مدينة البيض قادما لها من قرية زراقت الواقعة بتراب ولاية سعيدة، حيث كشف المعني ل "الشروق اليومي" وبحسرة شديدة عن امتلاكه شهادة حيازة واستغلال للسكن الذي يشغله ممضاة من طرف رئيس الدائرة الأسبق، بالإضافة إلى مراسلة رسمية من طرف رئيس الحكومة موجهة إلى الجهات المعنية بولاية البيض لتسوية وضعيته السكنية، غير أن أطرافا أشار إليها محدثنا حالت دون وصولها إلى المسوؤل الأول بالولاية وكل ما قامت به هو تهديده بإخلاء السكن الوظيفي الكائن بحي عبد الحق بن حمودة بعد 15 يوما من تاريخ التبليغ.معاناة الشيخ معمر المريرة لا تقتصر على حرمانه من السكن فقط بل تعدته إلى الحرمان من أبسط حقوق المواطنة في حق رجل شهد وقائع 20 سنة من انتفاضة بطل المقاومة الشعبية، فهو لا يزال يذكر مقايضة العدو الفرنسي للشيخ بوعمامة بالتخلي عن الجهاد مقابل إخلاء سبيل ابنه الطيب (والد الشيخ معمر) الذي أعتقل بناحية الأغواط، يومها كان رد بطل وزعيم الانتفاضة عليهم بالرصاص لا بالكلمات. الشيخ المصاب بجملة من الأمراض المزمنة غير مؤمّن في "الكناس" ولا يحوز على أي دخل من أية جهة، بل أنه لا يعرف لون أو شكل شيكات الحساب الجاري أو البنك ولولا أهل العلم والخير الذين يحضرون معه جلسات مذاكرة القرآن الكريم لمات الرجل ولسان حاله كما قال جده الشيخ بوعمامة يوما وهو في منفاه:"ما بياش الحبس بيا عيب وعار ويقولوا هذا بسيده وسمح فيه"