ترك العرب الصومال نهبا للسياسات الأمريكية والأوربية ولتجار الموت من أمراء الحرب، بل اشترك بعض العرب من الحكام للأسف لشد الخناق على البلد المنكوب فأحكموا الحصار عليه لتمكين الأمريكان من انجاز إستراتيجيتهم في بلد عربي تميز بموقع جيوسياسي خطير.. في شرق إفريقيا، وعلى خليج عدن شمالا.. والمحيط الهندي شرقا وجيبوتي من الشمال الغربي وإثيوبيا غربا وكينيا في الجنوب الغربي.. * أي القرن الإفريقي بما يمثله من موقع حساس.. الصومال تحوي أرضه اليورانيوم وخام الحديد والقصدير والجبس والبوكسيت والنحاس والملح والغاز الطبيعي وبعض الاحتياطات النفطية وثروة حيوانية من المواشي معتبرة، لهذا كله استهدف الصومال من قبل الأمريكان والغربيين. * 18 سنة من الحرب التي دشنتها أمريكا بتدمير مؤسسات البلد، جعلت البلد مرتعا للجوع والمرض والموت والجهل.. يصعب تصور الظروف التي يعيشها سكان الصومال العشرة ملايين، ويصعب تخيل قدرتهم على البقاء في ظلها على قيد الحياة. لقد استنفد الصوماليون جميع آلياتهم الخاصة بمواجهة الصعاب. والشيء الوحيد الذي لازال بمقدورهم القيام به للبقاء على قيد الحياة هو جمع الحطب وبيعه أو التسول في الشوارع. يصعب على العديد منهم تناول وجباته الغذائية كما كل البشر، بل أن انجاز الوجبة الغذائية يعتبر شيئا عظيما. * وعقب مراحل عدة من النزوح بسبب القتال بين أمراء الحرب المزودين بالسلاح الأمريكي والخطط الأمريكية، بات هناك مئات الآلاف من الأسر التي تحتاج الآن إلى الإغاثة. وفي ظل هذا الوضع الصعب للغاية أصلا، كانت أسعار المواد الغذائية ترتفع ولم يكن بوسع الصوماليين شراءها بانتظام. ولأن لدى الصوماليين ثقافة بدوية واسعة وقدرة على العيش في بيئة قاسية للغاية حتى في ظروف اسثنائية.. وغالبا ما يبحث السكان النازحون عن الملاذ لدى أقاربهم أو عشيرتهم، لأنه من واجب الأسر المضيفة، في العرف الصومالي العربي، إكرام الأسر النازحة. ولكن لكم أن تتخيّلوا حجم هذا العبء على الأسر المضيفة. وللأسف، حجبت كل هذه السنوات من النزاع المسلح والعنف ثقافتهم الغنية ودمرت الكثير من قيم الإنسان وأخلاقياته. * الصومال الآن على مفرق طرق.. فإما ان يصار الى إعادة لملمة جراحه وبناء مؤسساته وتوحيد أرضه وشعبه ومعالجة أزماته والنهوض به من الجوع والمرض والتخلف، او الامعان في تشتيت البلد والشعب وتحويله الى مرتع للقراصنة المدفوعين من قبل أمريكا وإسرائيل. * ان الشعب الصومالي يكافح من اجل البقاء وعلى كل الشرفاء في الأمة من علماء ومفكرين ومثقفين واعلاميين وساسة ان ينهضوا لمساعدة اخوتهم في الصومال لتجاوز خطر الفناء.