في مقديشيو العاصمة العربية المحتلة من قبل الغزاة الأثيوبيين، مقاومة باسلة يرفض العرب من خلالها الخنوع لإرادة الأمريكان ويدفعون ثمن موقع بلادهم الاستراتيجي الذي كان يمكن ان يكون أكثر أهمية من ثروة النفط عند بعض الإمارات المتخمة.. وينصب الحقد الأمريكي على هذا البلد العربي الذي حمل راية الاسلام الى كل جواره سنين عديدة وأمّن حركة التجارة العربية والاسلامية قرونا طويلة.. في هذا البلد الذي يقع في دائرة الاستهداف الاستراتيجي الامريكي الغربي ودائرة الاستهداف الأمني الصهيوني تقف القبائل العربية بعد ان تم القضاء على الدولة الصومالية من قبل الأمريكان، وذلك لصد آخر محاولاتهم للتمركز على ضفاف المحيط وبوابة البحر الاحمر..تحدث أحد قادة المقاومة الصومالية مرة، فأشار الى استهجان اهل الصومال من تقاعس أهلهم العرب عن دعم مقاومتهم والضغط على اثيوبيا للانسحاب، فقال هذا القائد: نحن نتفهم عجز الدول العربية عن دعم فلسطين وشعبها والمقدسات الاسلامية هناك وذلك خوفا من اسرائيل وامريكا خوفا مباشرا، أما اثيوبيا، فلماذا يسلمنا العرب لها، هكذا تنتهك حرمات العرب وكرامتهم ويفقدون بهزيمتنا موقعا حساسا في دائرة الامن القومي العربي.الحصار الغربي على الصومال سنين عديدة ترافق مع توزيع البلد على عصابات ليتحول الى إمارات وأمراء من اللصوص الكبار، وعندما نهض أهل الصومال لفرض إرادتهم الحرة بتوحيد بلادهم وطرد البرامج الفاسدة من حياتهم كانوا يدركون ان الحصار لم يكن غربيا فقط، بل شاركت فيه الدول العربية عندما استبدلوا المواشي الصومالية في موسم الحج بمواشي استرالية تأكل مع الخنازير بقايا الدم والروث...كان الحصار العربي قاتلا لأهل الصومال اذا علمنا ان الثروة الاساسية لأهل البلاد تدور حول الماشي.. وجاءت حرب امريكا الاخيرة على الصومال بدفع اثيوبيا الى احتلال البلاد والذبح في أهلها وتعطيل الحياة فيها. ان المقاومة الصومالية تذيق الاثيوبيين مرارة الحرب وتجعل من جيشهم أضحوكة في حرب عصابات أذلت الجيش الاثيوبي الذي يجد دعما متواصلا سياسيا ولوجستيا وماديا من قبل الامريكان وبعض الاطراف العربية للأسف.. وتتحرك قوات المجاهدين الصوماليين في وضح النهار في العاصمة مقديشيو متحدية جبروت المحتل، ورغم كل انواع البطش والتجويع والتشريد التي تمارس ضد عرب الصومال، الا ان العدو الحاقد المدفوع بدوافع عنصرية صليبية يجد نفسه الان مضطرا لفتح قنوات للتفاض مع المقاومة.. يبقى ان نتساءل أين جامعة الدول العربية؟ أين الامن القومي العربي؟ اين المال العربي، أين المتحالفون ضد إيران وسوريا وحماس؟ أين الغاضبون من أجل الحريري؟ أين الحانقون على أي تدخل ولو لشراء الحليب والغداء من بلادهم، أين هم من بلد عربي كريم أصيل يموت أمام أعيننا؟