"أفراد من مقاتلي ما يسمى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اعترف "طبيب" ما يسمى قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بأن أخطر الإصابات التي تسجل في صفوف الإرهابيين تتعلق بقصف قوات الجيش لمعاقلهم والاشتباكات أيضا مما يؤدي إلى إصابتهم بنزيف يصعب توقيفه غالبا، وحاول تقديم توجيهات طبية لمواجهة ذلك باعتماد وسائل تقليدية ومتوفرة أيضا. ويتزامن بث هذه "الإرشادات" في شريط مصور-اطلعت عليه "الشروق"- مع استمرار عمليات التمشيط خاصة بالمنطقة الثانية، حيث تتواجد المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي وتوجيه نداء لدعمه بالأدوية والمال. حولت قيادة ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" حملتها الدعائية التي تقودها منذ تفجيرات 11 أفريل من العام الماضي للتغطية عن خسائرها إلى ما يسمى في التقسيم الجغرافي للتنظيم ب"المنطقة الخامسة" التي تضم ولايات بسكرة وباتنة. ونشر التنظيم الإرهابي في إطار سلسلة التسجيلات المصورة على المواقع الالكترونية القريبة من "القاعدة" موضوعا حول عيادة طبية تابعة للتنظيم الارهابي في مغارة يرجح أنها موجودة في عمق الصحراء حسب تضاريس المنطقة ونقل الشريط تصريحات "الطبيب عبد العزيز أبو القعقاع" الذي لقي حتفه منذ عدة أشهر، مما يؤكد إعداده منذ مدة وتم نشره في الوقت الراهن على خلفية النداء الذي نشر في مواقع قبل أشهر تضمن طلب مساعدة بالأدوية والمال. وحاول التنظيم الارهابي التأكيد على توفره على الدواء من خلال عرض بعض الوسائل الطبية وتم نقل صورة طبيب التنظيم وهو يقيس ضغط أحد الأفراد الذين ينشطون تحت لواء كتيبة طارق بن زياد تحت إمرة عبد الحميد أبو زيد أمير المنطقة الخامسة وبدا سائل الطبيب أقرب إلى موريتاني من خلال لهجة حديثه، كما تم نقل صور بعض نشطاء التنظيم منهم أجانب. وتضمن الشريط عدة تناقضات حيث حرص التنظيم على إبراز توفره على الدواء، لكنه ركز على "توجيهات" قدمها الطبيب فيما يتعلق بإسعاف الجرحى بشكل لافت جدا والاعتماد على الحبة السوداء ووسائل تقليدية في العلاج خاصة في وقف النزيف الدموي، ويتزامن بث الشريط مع استمرار عمليات تمشيط معاقل التنظيم الإرهابي مدعمة بالقصف الجوي بالمروحيات. وقال طبيب "القاعدة" في هذا التسجيل الذي اطلعت عليه "الشروق اليومي" كاملا، أن أخطر الإصابات تسجل أثناء القصف، ولا يستبعد أن يكون هذا الشريط موجها للأخذ بالإرشادات الطبية لمواجهة الإصابات حيث سبق ل"الشروق" أن أشارت في عدد سابق إلى ارتفاع الإصابات بالإعاقة والأمراض المزمنة في صفوف "القاعدة" بسبب نقص العلاج، ويؤكد هذا التسجيل "الجديد القديم" عدم توفر التنظيم على عيادة أو مستشفى في المعقل الرئيسي بمنطقة القبائل بعد أن قامت قوات الجيش بتدمير قواعده الخلفية. وفي موضوع متصل، رافق هذا التسجيل شريطا مصورا حاول استهداف أعوان الجمارك بمنطقة المنيعة بولاية غرداية عام 2004، ويندرج ذلك برأي متتبعين في إطار محاولات تبييض الصورة والتأكيد على استهداف أعوان الأمن وليس المدنيين.