كشفت آخر حصيلة أمنية لشهر جانفي المنصرم مقتل 15 شخصا اغلبهم من العناصر الإرهابية النشطة ضمن ما يسمى ب " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهو ما يعكس التراجع الكبير للنشاط الإرهابي في البلاد وللنجاحات التي تحققها قوات الجيش ومختلف الأسلاك الأمنية في تفكيك الخلايا الإرهابية وخلايا الإسناد وتعقب المسلحين والقضاء على عدد منهم، من بينهم قيادات مقربة من أمير التنظيم عبد الملك درودكال. تراجع عدد قتلى الأعمال الإرهابية في الجزائر خلال شهر جانفي الماضي إلى مستوى قياسي، حيث كشفت آخر حصيلة نشرتها وكالة الأنباء البريطانية " رويترز" استنادا على تقارير إعلامية مقتل 15 شخصا، منهم مدنيين اثنين قضوا في اعتداءات إرهابية في حين تم القضاء على 13 إرهابيا في عمليات متفرقة لقوات الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن الأخرى، وسلم العديد من العناصر الإرهابية، بعضها قيادية لأنفسهم، منهم أمير كتيبة الأنصار علي بن تواتي المكنى ب " أبو تميم" الذي يعتبر من المقربين من الأمير الوطني لما أصبح يسمى ب " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وتمكنت قوات الأمن في السادس من جانفي الماضي من القضاء على ثلاثة مسلحين ينشطون ضمن " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وهذا في حاجز للآمن بولاية تيزي وزو، وكان الإرهابيون الثلاثة يرتدون أحزمة ناسفة مما يرجح أنهم كانوا ينوون القيام باعتداء انتحاري. وسجل في 11 جانفي أيضا مقتل عجوز في السبعين من عمرها رفقة ابنها " 45 عاما" من طرف عناصر إرهابية بمنطقة جبلية بولاية سيدي بلعباس، غرب البلاد، كما قضت قوات الأمن في 13 جانفي الماضي على خمسة عناصر إرهابية خلال اشتباك بولاية بوبمرداس. وفي إطار مكافحة الإرهاب دائما تمكنت عناصر الجيش الوطني الشعبي في 16 من نفس الشهر من القضاء على إرهابيين اثنين في كمين محكم نصب لمجموعة مسلحة تنشط ضمن الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تسمي نفسها منذ نهاية 2006 ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وهذا بولاية بسكرة بالمنطقة الجنوبية- الشرقية للبلاد، كما تمكنت قوات الأمن في 24 جانفي من القضاء على عنصرين مسلحين بقورصو بولاية بومرداس وتم استرجاع رشاشين من نوع كلاشنيكوف. وكانت نفس المصادر قد أكدت مقتل 16 شخصا خلال ديسمبر الماضي، وهو ما يعني مواصلة عدد قتلى النشاط الإرهابي في التراجع، مما يعكس التحسن الكبير الذي تعيشه البلاد منذ أشهر وتراجع النشاط الإرهابي الذي يفسره المتتبعون للملف الأمني بالعديد من العوامل أهمها النجاحات الكبيرة التي تحققها مصالح الأمن بمختلف أسلاكها في مكافحة الإرهاب، والاعتماد بشكل كبير وربما غير مسبوق على الاستخبارات لتفكيك الخلايا الإرهابية خاصة الانتحارية وتعقب العناصر المسلحة النشطة وتفكيك خلايا الدعم والإسناد التي تعتبر الشريان الرئيسي للمجموعات الإرهابية للتزود بالمؤونة والسلاح والمال وحتى المعلومات حول تحركات قوات الجيش والأمن. ويعتبر التناحر الحاصل بين صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والخلافات الحاصلة حول الأموال وحول بعض المسائل الشرعية خاصة تلك المتعلقة بجواز أو عدم جواز تنفيذ العمليات الانتحارية التي تحصد الكثير من الأبرياء من بين أهم أسباب تراجع النشاط الإرهابي، فضلا عن الحصار المضروب على معاقل الإرهاب مما أدى إلى نقص المؤونة والسلاح وتفشي الأمراض القاتلة بين صفوف المسلحين الذين قضى بعضهم في ظروف غامضة مؤخرا. وبرأي العديد من المتتبعين فإن إصرار السلطات على العمل بإجراءات ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وترك أبواب التوبة مفتوحة أمام العناصر الإرهابية قد سمح بمواصلة النزيف الحاد الذي يعاني منه تنظيم عبد الملك درودكال، بحيث سلم العديد من المسلحين لأنفسهم، ومن بين هؤلاء التائبين الجدد أمراء سرايا ومقربين من قيادة التنظيم الإرهابي، على غرار على بن تواتي المكنى ب "أبو تميم"، أمير كتيبة الأنصار التي تنشط على محور برج منايل ويسر شرقي بومرداس، وصولا إلى جبال سيدي علي بوناب بولاية تيزي وزو، علما أن "أبو تميم" يصنف ضمن المقربين من الأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المكنى أبو مصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد الملك درودكال.