صعدت الجماعات الإرهابية في الأسابيع الأخيرة اعتداءاتها ضد دوريات الجيش في كمائن وحواجز اجرامية، إضافة إلى استهداف الفرق الأمنية التي تقوم بمرافقة العمال الأجانب، وهو ما يدرجه يدرجه متتبعون للشأن الأمني في إطار استيراتيجية تبنتها هذه الجماعات الإرهابية، تسعى من خلالها إلى تشتيت تركيز قوات الجيش التي تفرض حصارا مشددا منذ زمن على معاقل الإرهاب بعدة مناطق، إضافة إلى محاولة رفع معنويات الأفراد في ظل الفشل لتنفيذ عمليات انتحارية. * كثفت قيادة ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تحت إمارة المدعو عبد المالك درودكال، اعتداءاتها ضد دوريات الأمن في مناطق متفرقة بمعاقلها الرئيسية، حيث سجلت اعتداءات ارهابية بشكل أكبر بولايتي البويرة وبومرداس، وكان نشطاء هذا التنظيم الإرهابي قد قاموا في وقت سابق باستهداف أفراد الدرك الوطني وأعوان الحرس البلدي الذين يضمنون التغطية الأمنية للعمال الذين يشتغلون على إنجاز الطريق السيار شرق غرب، وذلك بولايتي البويرة وبومرداس، حيث تم استهدافهم بواسطة تفجير قنابل عن بعد وتم أيضا استهداف دوريات تابعة للجيش، آخرها ما وقع أول أمس بالقادرية (البويرة)، حيث خلف الكمين وفاة 3 جنود في تفجير قنبلتين تقليديتين عند مرور شاحنة الجيش. * وتكون قيادة ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" برأي مراقبين قد تبنت استيراتيجية لمواجهة الحصار المفروض على معاقلها الرئيسية بالمنطقة الثانية، خاصة ببومرداس وتيزي وزو، وذلك منذ مدة طويلة مما ترتب عنها نقص المؤونة والعتاد ويكون قد أدى إلى تدني معنويات الإرهابيين حسب ما نقله إرهابيون سلموا أنفسهم مؤخرا كما سبق ل"الشروق اليومي" أن أشارت إليه في وقت سابق ونقلوا حالة الإحباط التي يعاني منها الأفراد بسبب الحصار الطويل ليتم تنفيذ هذه الاعتداءات المتاحة "لرفع معنوياتهم" وتجاوز موجة الإستياء الداخلي، لكن مراقبين يؤكدون أن الاعتداءات الأخيرة "تعبير عن فشل العمليات الانتحارية التي دأبت قيادة "القاعدة" على تنفيذها منذ 11 أفريل 2007 لتحقيق الصدى الإعلامي وتراجعت بشكل لافت، حيث كانت تسجل عملية انتحارية كل شهر تقريبا لتعجز قيادة درودكال عن تنفيذ عملية انتحارية منذ حوالي 4 أشهر مقابل تكبد خسائر كبيرة ميدانيا أسفرت عن فقدانها العشرات من قياداتها منذ مطلع العام الجاري وعليه يرى متابعون للشأن الأمني أن العمليات الأخيرة هي محاولة لتعويض الفشل. * إلى ذلك، لا يستبعد مراقبون محاولة تنظيم ما يعرف ب"الجماعة السنية للدعوة والقتال" تحت إمارة لسلوس المدني المدعو "عاصم" الذي ينسب له الاعتداء الإجرامي الأخير بالمدية محاولة ترتيب صفوفه من خلال الإستيلاء على أسلحة الجنود الضحايا لتنفيذ عمليات إرهابية لاحقا، لكن مصدرا أمنيا مسؤولا قال ل"الشروق اليومي" أنه لا يستبعد وجود جماعات إرهابية متنقلة تحاول ضرب المناطق المحاصرة من طرف الجيش لتحويل الأنظار عن حصار المعاقل الرئيسية وتشتيت تركيز وقدرات الجيش بشكل يبدو أن هذه الجماعات الإرهابية منتشرة في عدة مناطق، لكن الواقع أنها تتحرك في تنقل مستمر لفك الحصار. * وتعكس الاعتداءات الأخيرة مجددا سيطرة بقايا "الجيا" على الجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، حيث حملت عملياته الأخيرة بصمات تنظيم الدموي زوابري.