انتهت مصالح الأمن التابعة للشرطة القضائية للمقاطعة الغربية للعاصمة، من التحقيق في ملف تبديد أزيد من 12 مليارا من أموال صندوق الخدمات الاجتماعية التابع لمجمع سونلغاز في الفترة الممتدة بين 2004 و2007. * * 10 *أيام إقامة في تونس مقابل 358 مليون وعملية جراحية ب1.182 مليار! * وقال مصدر قريب من الملف، إن النيابة العامة على مستوى محكمة بئر مراد رايس بلغها الملف الذي كان موضوع معالجة من قبل مصالح الأمن منذ أفريل 2007 . * وتجاوزت المبالغ التي تم تبديدها على مدار أربع سنوات، من طرف الهيئة المديرة لصندوق الخدمات الاجتماعية والثقافية لمجمع سونلغاز، 12 مليار سنتيم في مختلف العمليات الموكلة للصندوق ومنها الرحلات إلى الخارج والعطل والنشاطات الثقافية، فضلا عن لجوء الصندوق إلى تمويل رحلات علاج إلى الخارج لبعض الإطارات ومنها رحلة لإجراء عملية جراحية على البروستاتا كلفت الصندوق 1.182 مليار سنتيم بإحدى العيادات المختصة في الخارج، وذلك بعض رفض صندوق الضمان الاجتماعي تغطية نفقات العلاج في الخارج بسبب سهولة إجراء هذا النوع من العمليات في المستشفيات الجزائرية. * وكشفت الوثائق التي بحوزة "الشروق اليومي"، أن الصندوق البالغ رأس ماله 190 مليار سنتيم قام خلال الفترة المذكورة قام بدفع تكاليف العطلة الصيفية للإطارات المسيرة في فنادق خمس نجوم بتونس والمغرب ومدينة أنطاليا التركية، وصلت إلى 667.1 مليون سنتيم، منها 358 مليون سنيتم مقابل 10 أيام إقامة لأربعة إطارات من مجمع سونلغاز وعائلاتهم، أي أن تكلفة اليوم الواحد تجاوزت 3500 أورو لكل عائلة في الفنادق التونسية والمغربية، و266 مليون سنتيم لأسبوعين في فنادق مدينة أنطاليا التركية، مقابل تكفل من الصندوق على الرغم من أن القانون ينص على تكفل المستفيد بنصف تكاليف عطلته السنوية. * وبلغت التكاليف الإجمالية للعطل التي استفاد منها إطارات المجمع على نفقة صندوق الخدمات الاجتماعية على سبيل المثال لا الحصر 667.1 مليون سنتيم خلال سنتي 2004 و2005، وهو المبلغ الذي لم يدفع منه المستفيدون سوى 10 بالمائة فقط، وتحمل مجمع سونلغاز وصندوق الخدمات الاجتماعية 533.4 مليون سنتيم مناصفة، ليجد الصندوق نفسه مضطرا لتحمل المبلغ بعض رفض الأمين العام للمجمع دفع 40 بالمائة من الحصة المتبقية والمقدرة ب266.8 مليون سنتيم حسب المراسلة الموجهة إلى الأمين العام لمجمع سونلغاز في 15 نوفمبر 2005 من طرف المدير العام لصندوق الخدمات الاجتماعية. * وشمل التحقيق حسب مصدر مقرب من الملف، الرحلات التي استفاد منها أطفال متضررون من زلزال بومرداس سنة 2003 إلى فرنسا بتمويل من الشريك الفرنسي، واستبدال بعض المستفيدين بأبناء المدير العام الحالي للصندوق وأعضاء مجلس الإدارة. * وعلى الرغم من التجاوزات المسجلة في تسيير أموال صندوق الخدمات الاجتماعية ووصول الأمر إلى مصالح الأمن منذ أفريل 2007 إلا أن المديرية العامة للمجمع لم تتأسس كطرف في القضية للدفاع عن مصالح العمال الذين يساهمون في تمويل الصندوق من خلال اقتطاعات ومساهمات اجتماعية، فضلا عن توجيه مراسلات من داخل الصندوق بهذا الشأن إلى كل من الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم الذي تحصل على ملف كامل بنفس المعطيات التي أرسلت إلى مصالح الأمن والنائب العام لمحكمة بئر مراد رايس، وتضمن الملف جملة من التجاوزات في منح صفقات بالتراضي لشركات سياحية محددة رغم عدم حصولها على النصاب القانوني من النقاط المؤهلة للحصول على الصفقة، وبلغ عدد الصفقات التي منحت خارج القانون 10 صفقات تتراوح قيمة كل صفقة بين 580 مليون سنتيم و104 مليار سنتيم بدون المرور على لجنة الصفقات، وعادة ما يتم منح تلك الصفقات بالتراضي مقابل رحلات مجانية أو زيارات إلى البقاع المقدسة في شكل عمرة لأعضاء اللجان ومجلس إدارة الصندوق، رغم وجود تعليمة مكتوبة من وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل تنص على ضرورة إطلاعه على جميع المناقصات التي يتم منحها بالتراضي شهريا ومهما كان مبلغ الصفقة، لكنه اتضح أن الصفقات الخاصة بالمديرين والمسؤولين لم يتم إرسالها إلى الوزير. ووصل التسيب في تسيير أموال الصندوق حسب الملف الذي نملك نسخة منه، إلى تنظيم حفلات مشوي بالكسكسي والعسل، في حين يتم رفض طلبات الإعانة التي يتقدم بها بعض العمال المحتاجين فعلا لمساعدة الصندوق الذي وصل إلى درجة برمجة سهرة على شرف الأقدام السوداء الذين طالبوا بإحضار راقصات من أجل استذكار الماضي لأن أحدهم غادر الجزائر في سن 18 سنة ويعرف جيدا طريقة الاحتفالات الجزائرية، قبل أن يتم التدخل لإلغاء الحفل بضغط من أحد الإطارات.