قالت مصادر متطابقة قريبة من عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات الجيش في المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، أنها عثرت في مخابئ الإرهابيين على بقايا شعر كثيف تبين لاحقا أنه بقايا لحى تم حلقها حديثا. * * منفذو اعتداء واسيف كانوا يرتدون "الجبة القبائلية" * وتم العثور على العديد من هذه اللحى في أماكن متفرقة وهو ما يذهب في اتجاه اعترافات وشهادات ارهابيين موقوفين أو سلموا أنفسهم حديثا تؤكد أن قيادة التنظيم الإرهابي وجهت تعليمات لأتباعها لحلق لحاهم وتغيير هندامهم "لتأمين تنقلاتهم" وعدم إثارة شكوك مصالح الأمن. * الى ذلك، كشفت التحقيقات الأولية في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر محافظة الشرطة بواسيف بتيزي وزو نهاية الأسبوع الماضي، أن بعض الإرهابيين كانوا يرتدون الزي النسوي المحلي (جبة قبائلية) بهدف التسلل الى محيط المنطقة دون لفت الانتباه. * وقالت أوساط على صلة بالملف الأمني، إن قيادة التنظيم الإرهابي تكون قد لجأت الى هذه الإجراءات "الوقائية" في ظل التضييق الأمني على تحركات الإرهابيين وأيضا تعاون المواطنين في الإبلاغ عن التحركات المشبوهة، خاصة في ظل نشر صور الإرهابيين الخطرين والمرشحين لتنفيذ اعتداءات انتحارية في العديد من الأماكن العمومية ومقرات المراكز الأمنية واختراق التنظيم الإرهابي مما سمح بتوفر معلومات عن الوضع الداخلي وتنقلات الإرهابيين، خاصة القياديين منهم لضبطهم. * * بلاغات المواطنين وراء تنكر الإرهابيين من أبناء المنطقة * ويرى متتبعون لمسار التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية"، أن قيادة "درودكال" تكون قد اتخذت هذه الإجراءات بسبب تفكيك أهم شبكات الدعم والإسناد وتجفيف منابع التمويل بالمواد الغذائية والمتفجرات مما "اضطرها" الى إقحام الإرهابيين النشطين في الدعم والإسناد لجلب المؤونة وجمع الأموال والمواد المتفجرة، وسبق ل"الشروق اليومي" أن أشارت الى هذه الإستراتيجية التي بات يعتمدها تنظيم "درودكال"، وكانت عملية سوق الإثنين بتيزي وزو التي أسفرت عن القضاء على ارهابيين اثنين كان بحوزتهما رشاشان من نوع كلاشينكوف، تنقلا الى أحد التجار لجلب المؤونة وهو ما كان يندرج سابقا في إطار المهام التقليدية لشبكات الدعم والإسناد، ولوحظ أيضا أن الإرهابيين من الذين ينتمون للجيل القديم للجماعات الإرهابية ومن مؤسسي "الجماعة السلفية" الذين تقلدوا مناصب "قيادية" اضطروا مؤخرا بسبب الضربات المتتالية لقوات الجيش الى "المغامرة" والتنقل لتفعيل التجنيد والتمويل كما وقع مع عمر بن تيتراوي (يحيى أبو خيثمة) أمير "كتيبة الفتح" وبعده أحمد بلعيد (سليمان) أمير اللجنة الطبية الذين تم إيفادهما في إطار "مهمة" قبل القضاء عليهما بفضل اختراق التنظيم. * وتكشف هذه التدابير "الوقائية"، أن قيادة "درودكال" تعتمد مجددا منهج "الجيا" في آخر أيامها عندما كان أتباعها يتنقلون متنكرين في زي نسوي ملتزم (جلباب) مرفوقين برضع أحيانا للإفلات من الرقابة الأمنية، وتؤكد على صعيد آخر، أن الإرهابيين لم يعودوا يستفيدون من الحرية في تحركاتهم بسبب إبلاغ المواطنين عن أدنى تحرك مشبوه بعد تسجيل تزايد انخراطهم في عملية مكافحة الإرهاب.